للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيئًا، قَد أَبلَغتُكَ! لَا أُلفِيَنَّ أَحَدَكُم يَجِيءُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمحَمَةٌ يَقُولُ: يَا رسول الله أَغِثنِي! فَأَقُولُ: لَا أَملِكُ لَكَ شَيئًا، قَد أَبلَغتُكَ! لَا أُلفِيَنَّ أَحَدَكُم يَجِيءُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رسول الله أَغِثنِي! فَأَقُولُ: لَا أَملِكُ لَكَ شَيئًا، قَد أَبلَغتُكَ! لَا أُلفِيَنَّ أَحَدَكُم يَجِيءُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفسٌ لَهَا صِيَاحٌ فَيَقُولُ: يَا رسول الله أَغِثنِي! فَأَقُولُ: لَا أَملِكُ لَكَ شَيئًا، قَد أَبلَغتُكَ! لَا أُلفِيَنَّ أَحَدَكُم يَجِيءُ يَومَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخفِقُ فَيَقُولُ: يَا رسول الله أَغِثنِي! فَأَقُولُ: لَا أَملِكُ لَكَ

ــ

والرُّغَاء للإبل، والثُّغاء للغنم، والنُّهيق للحمير، والنُّعاق للغراب، واليُعار للمعز خاصة - ومنه شاة تيعر، والحَمحَمَةُ للفرس، والصِّياح للإنسان؛ كل ذلك أصواتُ مَن أُضيفت إليه.

وقوله ورقاع تخفق؛ أي: تحركها الرياح فتضطرب وتصفق فيها، والصَّامت الذهب والفضة.

وكأنّ هذا الحديث تفصيلُ ما أجمله قوله تعالى: {وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ}؛ أي: يأت به مُعذَّبًا بحمله وثقله ومرعوبًا بصوته، ومُوَبَّخًا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد، وهذا يدلُّ على أن الغلول كبيرة من الكبائر.

وأجمع العلماء على أن على الغالّ أن يردّ الغلول إلى المقاسم قبل أن يتفرَّق الناس، فأما إذا تفرَّقوا ففات الردُّ فذهب معظمهم إلى أنه يدفع خمس ما أغلَّ للإمام ويتصدق بالباقي، وهو قول الحسن ومالك والأوزاعي والثوري والليث، وروي معناه عن معاوية وابن مسعود وابن عباس وأحمد بن حنبل، وقال الشافعي: ليس له الصدقة بمال غيره.

ثم اختلفوا فيما يُفعل بالغالّ؛ فالجمهور على أنه يعزّر بقدر اجتهاد الإمام

<<  <  ج: ص:  >  >>