بظاهر الكتاب. قال غيره: انقلبت الأسماء في حديث أبي أسامة، والله تعالى أعلم.
و{صَغَت قُلُوبُكُمَا} مالت عن الحق. وأراد قلب عائشة وحفصة. وعدل إلى لفظ الجمع استثقالًا للجمع بين تَثنِيَتَين، وقد جمع بينهما من قال: ظَهرَاهُمَا مثل ظُهورِ التُّرسَين.
و(قوله: {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ}؛ أي: تعاونا عليه بما تواطأتما عليه في العسل أو في مارية {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ}؛ أي: وليه، ومعينه، وكافيه، فلا يضره من كاده، أو من تعاون عليه. والوقف على مولاه، حسن، ويُبتَدَئ:{وَجِبرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ وَالمَلائِكَةُ بَعدَ ذَلِكَ}؛ أي: بعد تولي الله له (١). {ظَهِيرٌ} أي: مُعِينون له على ما يصلحه، ويحفظه، ويوافقه. وظهير وإن كان واحدًا؛ فمعناه الجمع. وقيل: كل واحد ظهير؛ كما قال تعالى:{ثُمَّ نُخرِجُكُم طِفلا}؛ أي: كل واحد منكم طفلًا. و {وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ}؛ أحسن ما قيل فيه: أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، ومن جرى مجراهما ممن سبق إسلامه، وظهر غناؤه. وقيل: كان حق {وَصَالِحُ} أن يكتب بالواو، ولكنهم حذفوها، ليوافق الخطُّ اللفظ. ويحتمل أن يقال:{وَصَالِحُ} مفرد، لكنه سُلِك به مسلك الجنس، والله تعالى أعلم.
ثم بالغ الله تعالى في تأديب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتهديدهن بقوله:{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبدِلَهُ أَزوَاجًا خَيرًا مِنكُنَّ مُسلِمَاتٍ}؛ أي: منقادات بالإسلام والاستسلام. {مُؤمِنَاتٍ}؛ أي: مصدقات بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ملازمات أحوال المؤمنين به من التعظيم والاحترام. {قَانِتَاتٍ} خاضعات لله بالعبودية، ولرسوله