للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٥٦٦] وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ لرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: لَو وَجَدتُ مَعَ أَهلِي رَجُلًا لَم أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَربَعَةِ شُهَدَاءَ؟ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: نَعَم قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ إِن كُنتُ لَأُعَاجِلُهُ بِالسَّيفِ قَبلَ ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: اسمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُم إِنَّهُ لَغَيُورٌ، وَأَنَا أَغيَرُ مِنهُ، وَاللَّهُ أَغيَرُ مِنِّي.

رواه مسلم (١٤٩٨) (١٦)، وأبو داود (٤٥٣٢ - ٤٥٣٣).

[١٥٦٧] وعَن المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ قَالَ: قَالَ سَعدُ بنُ عُبَادَةَ: لَو رَأَيتُ رَجُلًا مَعَ امرَأَتِي لَضَرَبتُهُ بِالسَّيفِ غَيرُ مُصفِحٍ عَنهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعجَبُونَ مِن غَيرَةِ سَعدٍ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغيَرُ مِنهُ، وَاللَّهُ أَغيَرُ مِنِّي ومِن

ــ

و(قوله: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم) قال ابن الأنباري: السيد: الذي يفوق قومه في الفخر.

قلت: وذلك لا يكون حتى يجتمع له من خصال الشرف، والفضائل، والكمال ما يُبرز بها عليهم، ويتقدَّمهم بسببها. كما قال:

فَإِن كُنتَ سيَّدَنَا سُدتَنَا ... وإِن كُنتَ للخَالِ فَاذهب فَخُل

و(قوله: لضربته بالسَّيف ضربًا غير مُصفحٍ) أي: غير ضارب بصفحه. وصفحَتا السيف: وجهاه، وغِراراه: حدَّاه.

و(قوله: إنَّه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير منِّي) الغيرة في حقِّنا: هيجان، وانزعاج يجده الإنسان من نفسه يحمل على صيانة الحرم، ومنعهم من الفواحش ومقدماتها. والله تعالى مُنَزَّهٌ عن مثل ذلك الهيجان، فإنه تَغير يدلُّ على الحدوث. فإذا أطلقت لفظ الغيرة على الله تعالى فإنما معناه: أنه تعالى منع من الإقدام على الفواحش، بما توعَّد عليها من العقاب، والزجر، والذَّمِّ، وبما نصب

<<  <  ج: ص:  >  >>