للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٩١٩] وعَنه، قَالَ: سَمِعتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الشَّيطَانَ يَحضُرُ أَحَدَكُم عِندَ كُلِّ شَيءٍ مِن شَأنِهِ، حَتَّى يَحضُرَهُ عِندَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَت مِن أَحَدِكُم اللُّقمَةُ فَليُمِط مَا كَانَ بِهَا مِن أَذًى، ثُمَّ لِيَأكُلهَا، وَلَا يَدَعهَا لِلشَّيطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَليَلعَق أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ البَرَكَةُ.

زاد في رواية: وَلَا يَمسَح يَدَهُ بِالمِندِيلِ حَتَّى يَلعَقَ أصابعه أَو يُلعِقَهَا. فإنه لا يدري في أي طعامه البركة.

رواه مسلم (٢٠٣٣) (١٣٥).

ــ

يجعل غيره يلعقها. وهذا كله يدلّ على استحباب لعق الأصابع إذا تعلَّق بها شيء من الطعام، كما قدَّمناه. لكنه في آخر الطعام، كما نص عليه، لا في أثنائه؛ لأنَّه يمس بأصابعه بزاقه في فيه إذا لعق أصابعه ثم يعيدها، فيصير كأنه يبصق في الطعام، وذلك مستقذر، مستقبح.

و(قوله - صلى الله عليه وسلم -: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كلِّ شيء من شأنه) فائدته أن يحضر الإنسان هذا المعنى عند إرادته فعلًا من الأفعال كائنًا ما كان، فيتعوذ بالله من الشيطان ويُسمِّي الله تعالى فإنَّه يكفى مضرَّة الشيطان، كما قد جاء في حديث الجماع؛ الذي ذكرناه في النكاح، وكما يأتي في الدعوات - إن شاء الله تعالى -.

و(قوله: فليمط عنها الأذى) أي: يزيله.

و(قوله: ليأكلها) أمر على جهة الاحترام لتلك اللقمة، فإنَّها من نعم الله تعالى، لم تصل للإنسان حتى سخر الله فيها أهل السماوات والأرض.

و(قوله: ولا يدعها للشيطان) يعني: إنه إذا تركها، ولم يرفعها، فقد مكَّن الشيطان منها؛ إذ قد تكبر عن أخذها، ونسي حق الله تعالى فيها، وأطاع الشيطان في ذلك، وصارت تلك اللقمة مناسبة للشيطان؛ إذ

<<  <  ج: ص:  >  >>