للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَاقتُلُوا ذَا الطُّفيَتَينِ وَالأَبتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلتَمِسَانِ البَصَرَ، وَيَسقِطَانِ الحَبَل.

ــ

ولا قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن وفد جنِّ نصيبين أتوني ونعم الجنُّ هم فسألوني الزاد. . .) الحديث (١). فهذه نصوص في أن من جن غير المدينة من أسلم فلا يُقتل شيء منها حتى يُحَرَّج عليه، كما تقدَّم. فتفهَّم هذا العقد، وتمسَّك به. فهو الذي يجمع بين أحاديث هذا الباب المختلفة.

تفسير ما جاء في أحاديث الحيَّات من الغريب

الحيَّات: جمع حيَّة، ويقال على الذَّكر والأنثى، كما قال (٢):

. . . . . . . . . . . . ... خَشَاشٌ كَرَأسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ (٣)

وإنما دخلته الهاء لأنه واحدٌ من جنس، كبطة، ودجاجة؛ على أنَّه قد روي عن العرب: رأيت حيًّا على حيَّةٍ؛ أي: ذكرًا على أنثى. والحيُّوت: ذكر الحيات، وأنشد الأصمعي:

ويأكل الحيَّة والحيُّوتا (٤)

و(ذو الطفيتين): ضرب من الحيَّات في ظهره خطَّان أبيضان، وعنهما عبَّر بالطُّفيتين. وأصل الطُّفية - بضم الطاء -: خوص المقل (٥)، فشبَّه الخط الذي على


(١) رواه مسلم (٤٥٠)، وأبو داود (٣٩)، والترمذي (١٨)، والنسائي (١/ ٣٠).
(٢) هو طرفة بن العبد.
(٣) هذا عجز البيت، وصدره:
أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تعرفونه
(٤) قال في الصحاح، وبعده:
ويَدْمُقُ الأغفالَ والتابوتا
ويَخْنُقُ العجوزَ أوْ تموتا
(٥) ورق شجر المُقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>