الإطلاق، ويجري مجرى ما ذكر قوله صلى الله عليه وسلم:(لا يقل أحدكم: خبثت نفسي، وليقل: لقِسَت) قال أبو عبيد: معنى لقست وخبثت واحد، لكن كره لفظ الخبث، وشناعة اللفظ، وعلَّمهم الأدب في المنطق. وقال الأصمعي: لقست نفسي؛ أي: غثت. وقال ابن الأعرابي: ضاقت. ولا يعترض هذا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فأصبح خبيث النفس كسلان) لأنَّ محل النهي أن يضيف المتكلم الخبث إلى نفسه، لا أن يتكلم بالخبث مطلقًا، فإذا أخبر به عن غير معيَّن جاز، ولا سيما في معرض التحذير والذم للكسل والتثاقل عن الطاعات، كما قد جاء في هذا الحديث. ومن أوضح ما في هذا الباب قوله - صلى الله عليه وسلم - حين سُئل عن العقيقة فقال:(لا أحبُّ العقوق، ولكن: إذا أحبَّ أحدكم أن ينسك عن ولده بشاةٍ فليفعل)(١) فكره اسم العقوق.
قلت: ومقصود الشرع الإرشاد إلى تعرُّف مواقع الألفاظ، واستعمال الأولى منها والأحسن ما أمكن من غير إيجاب ذلك، واجتناب المشترك من الألفاظ، وما يستكره منها، وما لا تواضع فيه، كعبدي وأمتي، من غير تحريم ذلك، ولا تحريجه. والله تعالى أعلم.