للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرُؤيَا المُسلِمِ جُزءٌ مِن خَمسة وَأَربَعِينَ جُزءًا مِن النُّبُوَّةِ،

ــ

والاستقامة، وأيضًا فإن من كان غالبُ حاله الصدق في يقظته استصحب ذلك في نومه، فلا يرى إلا صدقًا. وعكس ذلك: الكاذب والمُخلِّط يَفسد قلبه، ويُظلم، فلا يرى إلا تخليطًا وأضغاثًا، هذا غالب حال كل واحد من الفريقين، وقد يندرُ فيرى الصادقُ ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، لكن ذلك قليل، والأصل ما ذكرناه.

و(قوله: رؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءًا من النبوة، وفي حديث عبادة: رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا، وفي رواية عن أبي هريرة: رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا، [وفي أخرى عنه: الرؤيا الصالحة، وفي رواية: رؤيا الرجل الصالح ستة وأربعون جزءًا من النبوة] (١). وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين. وفي غير كتاب مسلم عن ابن عباس: جزء من أربعين (٢). وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: جزء من سبعة وأربعين (٢). وفي حديث العباس ـ رضي الله عنه ـ: من خمسين (٣)، وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ: من ستة وعشرين (٣)، وعن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ: من أربعة وأربعين (٣).

قال أبو عبد الله المازري: والأكثر والأصح عند أهل الحديث: من ستة وأربعين. وحكي عن بعض الناس: أنه نزل هذا الحديث بهذه الرواية على مدة الوحي للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقام يوحى إليه ثلاثًا وعشرين سنة، منها ستة أشهر


(١) ما بين حاصرتين ساقط من (م ٢).
(٢) رواهما الطبري كما في الفتح (١٢/ ٣٦٣).
(٣) ذكرها الحافظ ابن حجر في الفتح (١٢/ ٣٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>