للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَلَم يَأنِ لِلرَّحِيلِ؟ . قُلتُ: بَلَى. قَالَ: فَارتَحَلنَا بَعدَمَا زَالَت الشَّمسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بنُ مَالِكٍ. قَالَ: وَنَحنُ فِي جَلَدٍ مِن الأَرضِ. فَقُلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُتِينَا. فَقَالَ: لَا تَحزَن، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا. فَدَعَا عَلَيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَارتَطَمَت فَرَسُهُ إِلَى بَطنِهَا.

ــ

فله أن يسدَّ جوعته، ويروي عطشه منها، وإن لم يأذن المالك، وإن لم ينته الحال إلى الضرورة. وإليه ذهب الحسن، والزهري. والجمهور: على أن ذلك إنَّما يجوز لمن اضطر إلى ذلك.

ورابعها: أن ذلك مال كافر ليس له عهد، فيحل لمن ظفر به.

قلت: وفي هذا بُعد؛ [لأن تحليل الغنائم لم يكن شرع بعد] (١) وأشبهها القول (٢) الأول والثاني.

و(قوله: ألم يأن للرحيل) أي: قد حان وقته.

والجلد من الأرض: الموضع الصَّلب الغليظ منها.

و(قول أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ: [أُتينا) أي: وُصل إلينا، وأحيط بنا. ومنه قوله تعالى: {أَتَاهَا أَمرُنَا لَيلا أَو نَهَارًا} وهذا من أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ] (٣) التفاتٌ إلى الأسباب العادية، ومقتضى الجبلَّة البشرية.

و(قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: {لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}) أي: بالحفظ والنصرة. وهذا منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثقة بالوعد الصادق، وتفويضٌ إلى الواحد الخالق.

و(قوله: ارتطمت فرسه إلى بطنها) أي: غاصت قوائمها حتى وصل بطنها إلى الأرض. يقال: ارتطم الرَّجل في الوحل: إذا ثبت فيه.


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ج ٢).
(٢) زيادة من (ع).
(٣) ما بين حاصرتين سقط من (ع) و (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>