و(قوله: وتواقَصتُ) أي: أمسكت عليها بعنقي لئلا تسقط، أي: حنى عليها بعنقه. وقد تقدَّم القول على مواقف المأموم مع الإمام، وهذا الحديث يدلُّ على أن المشروع في حق الإمام: إذا قام رجل عن يمينه، ثم جاء آخر أنه يدفعهما خلفه، لا يتقدم ويتركهما، فإنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعل ذلك بجابر وجبَّار رضي الله عنهما.
والحَقو: معقد الإزار من الوسط، وقد سُمِّي الإزار حَقوًا، كما تقدم في قول أم عطية: فأعطانا حقوه، أي: إزاره.
ونختبط: نفتعل، من الخبط، وهو ضرب الورق بالعصا ليسقط. والقرح: الجراح. وتقرحت: انجرحت. والشدق: جانب الفم.
وهذا الحديث يدلُّ على قوة صبرهم، وعظيم جلدهم، وعلى أن الله تعالى خرق لهم العادة إكرامًا لهم، لأنَّ إمساك القوة على السفر، والسير مع الاغتذاء بتمرة في كل يومٍ أمرٌ خارق للعادة، وقد وضح ذلك في الرجل الذي أخطأته التمرة