للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سِرنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلنَا وَادِيًا أَفيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقضِي حَاجَتَهُ، فَاتَّبَعتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِن مَاءٍ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَلَم يَرَ شَيئًا يَستَتِرُ بِهِ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الوَادِي، فَانطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحدَاهُمَا، فَأَخَذَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَقَالَ: انقَادِي عَلَيَّ بِإِذنِ اللَّهِ. فَانقَادَت مَعَهُ كَالبَعِيرِ المَخشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخرَى فَأَخَذَ بِغُصنٍ مِن أَغصَانِهَا فَقَالَ: انقَادِي عَلَيَّ بِإِذنِ اللَّهِ. فَانقَادَت مَعَهُ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالمَنصَفِ مِمَّا بَينَهُمَا، لَأَمَ بَينَهُمَا، يَعنِي جَمَعَهُمَا، فَقَالَ: التَئِمَا عَلَيَّ بِإِذنِ اللَّهِ. فَالتَأَمَتَا.

قَالَ جَابِرٌ: فَخَرَجتُ أُحضِرُ مَخَافَةَ أَن يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِقُربِي فَيَبتَعِدَ. فَجَلَستُ أُحَدِّثُ نَفسِي، فَحَانَت مِنِّي لَفتَةٌ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مُقبِلًا، وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَد افتَرَقَتَا، فَقَامَت كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا عَلَى سَاقٍ، فَرَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ وَقفَةً، فَقَالَ بِرَأسِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ ابن إِسمَاعِيلَ بِرَأسِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا - ثُمَّ أَقبَلَ فَلَمَّا انتَهَى إِلَيَّ قَالَ: يَا جَابِرُ، هَل رَأَيتَ مَقَامِي؟ . قُلتُ: نَعَم يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَانطَلِق إِلَى الشَّجَرَتَينِ فَاقطَع مِن كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنهُمَا غُصنًا، فَأَقبِل بِهِمَا حَتَّى إِذَا قُمتَ مَقَامِي، فَأَرسِل غُصنًا عَن يَمِينِكَ وَغُصنًا عَن يَسَارِكَ.

ــ

فسقط، ثم إنه لما أعطيها قوي في الحال. والعادة قاضية بأن من سقطت قواه لا ترجع إليه إلا بعد معالجة وترتيب، واستدامة ذلك على تدريج.

ونَنعَشُه: نرفعه وندعمه ليقوم، وكأنه سقط من الضعف. وقد فسَّر بعض الشارحين ننعشه بـ: نسعى في رفعه بالشهادة له في أنه ما أُعطي التمرة، وما ذكرناه أولى، لأنه قال بعد ذلك: فأعطيها فقام، فيعني: أنه سقط من الضعف، فحاولوا رفعه فلم يقدروا حتى أكل التمرة، فقوي وقام. فتأمله.

والأفيح: الواسع المنبطح، وشاطئ

<<  <  ج: ص:  >  >>