للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٢٣٧] وعَن سِمَاكِ بنِ حَربٍ قَالَ: قُلتُ لِجَابِرِ بنِ سَمُرَةَ: أَكُنتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَم كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِن مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبحَ حَتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، فَإِذَا طَلَعَت قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأخُذُونَ فِي أَمرِ الجَاهِلِيَّةِ فَيَضحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

رواه مسلم (٢٣٢٢) (٦٩).

* * *

ــ

وعلى الجملة: فاعتدالها أن تكون مع غيرك على نفسك، فتنصف منها، ولا تنتصف لها، فتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك. والمذموم منها: نقيض ذلك كله.

وقد جاء هذا الحديث في غير كتاب مسلم بزيادة حسنة، فقال: خياركم أحاسنكم أخلاقًا، الموطَّؤون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون (١). فهذه الخلق، وهؤلاء المتخلقون.

وقد قدَّمنا في غير موضع: أن أصل الخلق جبلَّة في نوع الإنسان، غير أن الناس في ذلك متفاوتون، فمن الناس من يغلب عليه بعضها ويقف عن بعضها، وهذا هو المأمور بالرِّياضة والمجاهدة حتى يقوى ضعيفها، ويعتدل شاذُّها، كما هو مفصل في كتب الرياضات.

وقد تقدَّم الكلام على كونه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجلس في مصلَاّه حتى تطلع الشمس.

* * *


(١) رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه صالح بن بشير المري، وهو ضعيف.
(مجمع الزوائد ٨/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>