للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا مُتَفَحِّشًا. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِن خِيَارِكُم أَحَاسِنَكُم أَخلَاقًا.

رواه أحمد (٢/ ١٦١)، والبخاريُّ (٣٥٥٩)، ومسلم (٢٣٢١) (٦٨)، والترمذيُّ (١٩٧٥).

ــ

بيت زوجها.

والفاحش: هو المجبول على الفحش، وهو: الجفاء في الأقوال والأفعال. والمتفحش: هو المتعاطي لذلك، والمستعمل له. وقد برأ الله تعالى نبيَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن جميع ذلك ونزَّهه، فإنَّه كان رحيمًا، رفيقًا، لطيفًا، سمحا (١)، متواضعًا، طَلِقًا، برًّا، وصولًا، محبوبًا، لا تقتحمه عين، ولا تمُّجه نفسٌ، ولا يصدر عنه شيء يكره - صلى الله عليه وسلم - وشرَّف، وكرَّم.

و(قوله: إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا) هو جمع أحسن على وزن أفعل التي للتفضيل، وهي إن قرنت بـ من كانت للمذكر، والمؤنث، والاثنين، والجمع، بلفظ واحد. وإن لم تقترن بـ من وعرفتها بالألف واللام ذكرت، وأنثت وثنيت، وجمعت. وإذا أضيفت: ساغ فيها الأمران، كما جاء هنا: أحاسنكم وكما قال تعالى: {أَكَابِرَ مُجرِمِيهَا} وقد قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} وقد روي هذا الحديث: أحسنكم موحَّدًا.

والأخلاق: جمع خُلُق، وهي عبارة عن أوصاف الإنسان التي بها يعامل غيره، ويخالطه، وهي منقسمة: إلى محمود ومذموم. فالمحمود منها: صفات الأنبياء، والأولياء، والفضلاء، كالصبر عند المكاره، والحلم عند الجفاء، وتحمل الأذى، والإحسان للنَّاس، والتودُّد لهم، والمسارعة في حوائجهم، والرحمة، والشفقة، واللطف في المجادلة، والتثبت في الأمور، ومجانبة المفاسد والشرور.


(١) في (م ٣): سهلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>