للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٢٤٢] وعن أَنَس قال: مَا شَمَمتُ عَنبَرًا قَطُّ وَلَا مِسكًا، وَلَا شَيئًا أَطيَبَ مِن رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مَسِستُ شَيئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَليَنَ مَسًّا مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.

وفي رواية: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَزهَرَ اللَّونِ كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤلُؤُ، إِذَا مَشَى مشى تَكَفّؤا، وذكر نحوه.

ــ

بالبرودة، كما قال الشاعر (١):

وتَبرُدُ بَردَ رِداءِ العَرُو ... سِ في الصَّيفِ رَقرَقت فيه العَبِيرا

والجؤنة: بضم الجيم، وفتح النون: هي سفط يُحمل فيه العطار متاعه، قاله الحربي، وهو مهموز وقد يسهل، وقال صاحب العين: هو سُليلةٌ مستديرة مُغشَّاة أُدمًا.

و(قوله: ما شممت عنبرًا، ولا مسكًا، ولا شيئًا أطيب من ريح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ) هذا يدلّ على أنه كان طيِّب الريح وإن لم يتطيب، ثم إنه كان يستعمل الطيب، ويعجبه رائحته، لأنَّه كان يناجي الملائكة، ولأنه مُستلذٌ لحس الشمِّ كالحلاوة لحسِّ الذوق، ولأنه مقوٍّ للدماغ، ومحرِّك لشهوة الجماع، ولأنه مما يرضي الله تعالى إذا قصد به القربة، والتهيؤ للصلاة.

و(قوله: كان أزهر اللون) يعني: أبيض اللون في صفاء، كما قال في الرواية الأخرى: ليس بالأبيض الأمهق، أي: المتألق البياض الذي صفته تشبه بياض الثلج والجصِّ.

و(قوله: إذا مشى مشى تكفؤًا) مهموزًا. قال شمر: أي: مال يمينًا وشمالًا. قال الأزهري: هذا خطأ، وهذه صفة المختال. ولم تكن صفته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإنما معناه: أن


(١) هو الأعشى.

<<  <  ج: ص:  >  >>