للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

غريب (١). وعلى هذا، فخاتم النبوة معناه: علامةُ نبوَّةِ نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد اختلفت ألفاظ النقلة في صفة ذلك الخاتم، فروى جابر بن سمرة، وأبو موسى ما ذكرناه آنفًا، وروى السائب بن يزيد: أنه مثل زرِّ الحجلة. وروى عبد الله بن سرجس: أنه رأى جُمعًا عليه خِيلان مثل الثآليل. وروى الترمذي عن جابر بن سمرة، قال: كان خاتم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ - يعني الذي بين كتفيه - غدَّة حمراء مثل بيضة الحمامة، وقال: حسن صحيح (٢).

قلت: وهذه الكلمات كلها متقاربة المعنى مفيدة أن خاتم النبوة كان نتوءًا قاتمًا أحمر تحت كتفه الأيسر قدره إذا قُلِّل: بيضة الحمامة، وإذا كُثِّر: جمع اليد، وقد جاء في البخاري: كان بضعة ناشزة (٣)، أي: مرتفعة.

وقوله: زرِّ الحجلة الرواية المعروفة فيه: زر بتقديم الزاي. قال أبو الفرج الجوزي: الحجلة: بيت كالقبة يستر بالثياب، ويجعل له باب من جنسه، فيه زرّ وعروة، تشدُّ إذا أغلق. وقال القاضي أبو الفضل: الزرُّ: الذي يعقد به النساء عرى أحجالهن كأزرار القميص. والحجلة هنا: واحدة الحِجال، وهي ستور ذات سُجوف. وقال غيره: الحجلة: هي الطائر المعروف، وزرَّها: بيضتها، كما قال جابر: بيضة الحمامة.

قلت: والأول: أشهر في الزر، والثاني: أشبه بالمعنى، وقد أبعد الخطابي فرواه: رز الحجلة بتقديم الراء، أراد: بيضة الحجلة. يقال: أرزت الجرادة، أي: أدخلت ذنبها في الأرض لتبيض.

قلت: وهذا لا يلتفت إليه، لأنَّ العرب لا تسمي البيضة رزة، ولا تؤخذ


(١) رواه الترمذي (٣٦٢٠).
(٢) رواه الترمذي (٣٦٤٤).
(٣) ذكره ابن حجر في فتح الباري (٦/ ٥٦٣) وعزاه للترمذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>