للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

اللغة قياسًا. قال القاضي أبو الفضل: وهذا الخاتم هو أثر شق الملكين بين كتفيه.

قلت: هذه غفلة من هذا الإمام، فإنَّ الشق إنما كان في صدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأثره إنما كان خطًّا واضحًا من صدره إلى مراق بطنه، كما هو منصوص عليه في الأحاديث السالفة في كتاب الإيمان من كتاب مسلم، وفي البخاري وغيرهما، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا حسنة، ولا غريبة أنه بلغ بالشق حتى نفذ من وراء ظهره، ولو قدرنا أن ذلك الشق كان نافذًا إلى ظهره، وأن تلك أثره، للزم عليه أن يكون مستطيلًا من بين كتفيه (١) إلى قطنته، لأنَّه الذي يحاذي الصدر من مسربته إلى مراق بطنه، فهذه غفلة منه رحمه الله. ولعل هذا غلط وقع من بعض الناسخين لكتابه، فإنَّه لم يُسمع عليه فيما علمت.

وناغض الكتف: هو ما رق منه ولان، سُمِّي بذلك لنغوضه، أي: حركته، يقال: نغض رأسه، أي: حركه. ونغضت القناة: هززتها. ومنه قوله تعالى: {فَسَيُنغِضُونَ إِلَيكَ رُءُوسَهُم}، أي: يحركونها استهزاء. ويُسمَّى الناغض: الغضروف، وكذا جاء في رواية أخرى.

و(قوله: جُمعًا عليه خيلان) هو منصوب على الحال، أي: نظرت إلى خاتم النبوة مثل الجمع. قال ابن قتيبة: هو جُمع الكف. يقال: ضربه بِجُمع كفه، إذا جمعها فضربه بها. وهو بالضم، ويقال بكسرها. والخِيلان: جمع خال، وهي نقط سودٌ كانت على الخاتم، شبهها لسعتها بالثآليل، لا أنها كانت ثآليل، وهي جمع ثؤلول: وهي حبيبات تعلو الجلد.

و(قوله: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضليع الفم) (٢) فسَّره سماك في الأصل: بأنه


(١) ما بين حاصرتين سقط من (ز).
(٢) هذا الكلام إلى قوله: منهوس العقبين، هو شرحٌ لما أشكل في الحديث رقم (٢٣٣٩) (٩٧) في صحيح مسلم، ولم يورده الشيخ -رحمه الله- في التلخيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>