للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٢٥٦] وعَن أَنَسِ قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَيسَ بِالطَّوِيلِ البَائِنِ وَلَا بِالقَصِيرِ، وَلَيسَ بِالأَبيَضِ الأَمهَقِ، وَلَا بِالآدَمِ، وَلَا بِالجَعدِ القَطَطِ، وَلَا بِالسَّبِطِ،

ــ

و(قوله: ليس بالطويل البائن) أي: الذي يباين الناس بزيادة طوله، وهو الذي عبَّر عنه في الرواية الأخرى: بالمشذب وفي الأخرى: بالممعط بالعين والغين، أي: المتناهي في الطول، وهو عند العرب: العَشَنَّقُ، والعَشَنَّط.

و(قوله: ولا بالقصير المتردِّد (١)) أي: الذي تداخل بعضه في بعض، وهو المسمَّى عند العرب: بحنبل، وأقصر منه: الحنتل. وكلا الطرفين مستقبح عند العرب، وخير الأمور أوساطها. وكذلك كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أحواله.

و(قوله: ليس بالأبيض الأمهق) أي: الشديد البياض، الذي لا يخالط بياضه حمرة، ولا غيرها. والعرب تكرهه، لأنَّه يشبه البرص.

و(قوله: ليس بالآدم) أي: الذي تغلب سمرته السواد، فإنَّ السُّمرة بياضٌ يميل إلى سواد، والسَّحمُة - بالسين - فوقه، ثم الصَّحمة - بالصاد - فوقه، وهو غالب لون الحبشة، ثم الأدمة فوقه، وهو غالب ألوان العرب. والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بياضه مشربًا بحمرة في صفاء، فصدق عليه أنه أزهر. وأنه مشرب، وهذا اللون: هو أعدل الألوان وأحسنها.

و(قوله: ولا بالجعد القطط) يروى بفتح الطاء وكسرها، وهو الشديد الجعودة الذي لا يطول إلا باليد، وهو حال شعور السودان.

و(قوله: ولا بالسَّبط) يعني المسترسل الذي لا تكسر فيه، وهو غالب شعور الروم، والرَّجِلُ هو الوسط بين ذينك.


(١) رواه الترمذي برقم (٣٦٣٨) عن علي -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>