للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى السَّاحِلِ إِذَا غُلَامٌ يَلعَبُ مَعَ الغِلمَانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأسِهِ، فَاقتَلَعَهُ بِيَدِهِ، فَقَتَلَهُ - وفي رواية: فذعر عندها موسى عليه السلام ذعرة منكرة - فَقَالَ مُوسَى: {أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نُكرًا}

ــ

تركته، قاله الضحَّاك. وقال مقاتل: لا تكلِّفني ما لا أقدر عليه من التحفُّظ عن السهو.

و(قوله: فإذا غلام يلعب مع الغلمان) قد تقدم: أن الغلام في الرجال يقال على من لم يبلغ، ويُقابله الجارية في النساء. قال الكلبي: اسم هذا الغلام: شمعون. وقال الضحَّاك: حيسون. وقال وهب: اسم أبيه سلاس، واسم أمه: رُحمى، وقال ابن عباس: كان شابًّا يقطع الطريق.

قلت: ويظهر من كلام ابن عباس هذا: أنه كان بالغًا، وأنه بلغ سن التكليف، وليس هذا معروفًا في إطلاق اسم الغلام في اللغة، ومساق الحديث يدلّ على أنه لم يبلغ سن التكليف، فلعل هذا القول لم يصح عن ابن عباس. بل الصحيح عنه: أنه كان لم يبلغ، كما يأتي.

و(قوله: فذُعِرَ موسى عندَ هذا ذَعرَةً شديدة (١)) أي: فَزِعَ فَزَعًا شديدًا عند هذه الفعلة التي هي قتله الغلام، وعند ذلك لم يتمالك موسى أن بادر بالإنكار، تاركًا للاعتذار، فقال: (أقتلت نفسًا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا)، هذه قراءة العامة (٢)، وقرأه الكوفيون، وابن عامر: زكيَّة بغير ألف، وتشديد الياء. قال ثعلب: الزكية أبلغ. قال أبو عبيد: الزكية في الدين، والزاكية في البدن. قال الكسائي: هما بمعنى واحد، كقاسية وقسيَّة. ابن عباس: مسلمة. أبو عمرو: التي


(١) في التلخيص ومسلم: "منكرة".
(٢) أي: {زاكية} كما أوردها المؤلف في الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>