للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صَالِحَةٍ غَصبًا، وَكَانَ يَقرَأُ: وَأَمَّا الغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا.

وفي رواية: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: رَحمَةُ اللَّهِ عَلَينَا وَعَلَى مُوسَى لَولَا أَنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى العَجَبَ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتهُ مِن صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ {قَالَ إِن سَأَلتُكَ عَن

ــ

ضمن ذلك المكروه من الفوائد، وهذا معنى قوله تعالى: {وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لَكُم}

و(قوله: وأما الغلام فكان كافرًا) هذا حديث مرفوع من رواية أُبَيِّ، كما قال في الرواية الأخرى: طُبِع يوم طُبِع كافرًا، وقد روي أن أبيًّا كان يقرأ: (أما الغلام فكان كافرًا، وكان أبواه مؤمنين)، وهذا محمول على أن أبيًّا فسَّر، لا أنه قرأ كذلك، لأنَّه لم يثبتها في المصحف، وهو من جُملة كَتَبتِه. والجمهور على أن هذا الغلام لم يكن بلغ سن التكليف، وقد ذهب ابن جبير إلى أنه بلغ سن التكليف، وقد حكي ذلك عن ابن عباس كما تقدَّم. والصحيح عنه أنه كان صغيرًا لم يبلغ كما تقدَّم من كتابه إلى نجدة الحروري، كما ذكرناه في الجهاد، وهذا هو المعروف من اسم الغلام كما قد تقدَّم. وإنما صار ابن جبير إلى ذلك لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان كافرًا، والكفر والإيمان من صفات المكلَّفين، ولا يطلق على غير مكلَّف إلا بحكم التبعية لأبويه، وأبوا الغلام كانا مؤمنين بالنص، فلا يصدق عليه اسم الكافر إلا بالبلوغ، فتعيَّن أن يصار إليه، وقد يُطلق الغلام على الكبير إذا كان قريبًا من زمان الغلومية توسُّعًا، وهو موجود في كلام العرب، كما قالت ليلى الأخيلية:

شفاها من الداءِ العضال الذي بها ... غلامٌ إذا هَزَّ القَنَاةَ شَفَاها (١)

وقال صفوان لحسَّان:

تلق ذُبابَ السَّيف عنِّي فإنَّنِي ... غلامٌ إذا هُوجيت لست (٢) بشاعر


(١) في اللسان: سقاها.
(٢) في (ع) و (م ٣): ليس بشاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>