للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فاطمة، وآخى بينه وبينه، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق (١). وقال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إنه يحبُه الله ورسوله، وإنَّه يحبُّ الله ورسوله.

وكان ـ رضي الله عنه ـ قد خُصَّ من العلم، والشجاعة، والحلم، والزهد، والورع، ومكارم الأخلاق ما لا يسعه كتاب، ولا يحويه حصر حساب. بويع له بالخلافة يوم مقتل عثمان، واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار، إلا نفرًا منهم، فلم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم يعضدوا الباطل. وتخلف عن بيعته معاوية ومن معه من أهل الشام، وجرت عند ذلك خطوب لا يمكن حصرها، والتحمت حروب لم يسمع في المسلمين بمثلها، ولم تزل ألويته (٢) منصورة عالية على الفئة الباغية إلى أن جرت قضيه التحكيم، وخدع فيها ذو القلب السليم، وحينئذ خرجت الخوارج، فكفَّروه وكلَّ من معه، وقالوا: حكَّمت الرجال في دين الله، والله تعالى يقول: {إِنِ الحُكمُ إِلا لِلَّهِ} ثم اجتمعوا وشقُّوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبيل، فخرج إليهم علي بمن معه، ورام رجوعهم فأبوا إلا القتال، فقاتلهم بالنهروان، فقتلهم واستأصل جميعهم، ولم ينج منهم إلا اليسير، وقد تقدَّم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يقتلهم أولى الطائفتين بالحق (٣) ثم انتدب إليه رجل من بقايا الخوارج يقال له: عبد الرحمن بن ملجم. قال الزبير: كان من حِمير فأصاب دماء فيهم، فلجأ إلى مراد، فنسب إليهم، فدخل (على علي) (٤) في


(١) رواه ابن عساكر في تاريخه (٤/ ١٣١) باللفظ المذكور. ورواه الترمذي (٣٧٣٦)، والنسائي (٨/ ١١٦) بلفظ: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".
(٢) في (م ٤): فئته.
(٣) رواه مسلم (١٠٦٤) (١٤٩).
(٤) في (ز) و (م ٣): عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>