للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ زَينَبَ بِنتَ جَحشٍ - زَوجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ الَّتِي كَانَت تُسَامِينِي مِنهُنَّ فِي المَنزِلَةِ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَم أَرَ امرَأَةً قَطُّ خَيرًا فِي الدِّينِ مِن زَينَبَ، وَأَتقَى لِلَّهِ، وَأَصدَقَ حَدِيثًا، وَأَوصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابتِذَالًا لِنَفسِهَا فِي العَمَلِ الَّذِي تَصَدَّقُ بِهِ، وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا عَدَا سَورَةً مِن حِدَّةٍ كَانَت فِيهَا، تُسرِعُ مِنهَا الفَيئَةَ - قَالَت: فَاستَأذَنَت عَلَى

ــ

بهداياهم يوم عائشة، ويحتمل أن يقال: إنهنَّ طلبن منه أن يسوي بينهن في الحب، ولذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفاطمة رضي الله عنها: ألست تحبين من أحب؟ قالت: بلى. قال: فأحبي هذه، وكلا الأمرين لا يجب العدل فيه بين النساء. أما الهدية فلا تطلب من المهدي، فلا يتعين لها وقت، وأما الحب: فغير داخل تحت قدرة الإنسان ولا كسبه.

و(قولها: وهي التي تساميني في المنزلة عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ) تعني: زينب. وتساميني، أي: تطاولني وترافعني، وهو مأخوذ من السُّموِّ، وهو العلو والرفعة. تعني: أنها كانت تتعاطى أن يكون لها من الحظوة والمنزلة عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل ما كان لعائشة عنده وقيل: إنه مأخوذ من قولهم: سامه حظه خسف، أي: كلفه ما يشق عليه ويذله، وفيه بُعد من جهة اللسان والمعنى.

و(قولها: ولم أر امرأة خيرًا في الدين من زينب. . . الكلام إلى قولها: . . . ولا أشد ابتذالًا لنفسها في العمل) الابتذال: مصدر ابتذل من البذلة، وهي الامتهان بالعمل والخدمة، فكانت تعمل زينب - رضي الله عنها - بيديها عمل النساء من الغزل والنسيج، وغير ذلك مما جرت عادة النساء بعمله، والكسب به، وكانت تتصدق بذلك، وتصل به ذوي رحمها، وهي التي كانت أطولهن يدًا بالعمل والصَّدقة، وهي التي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أسرعكن لحاقًا بي أطولكن يدًا، وسيأتي.

وفيه ما يدلّ على جواز صدقة المرأة مما تكسبه في بيت زوجها من غير أمره.

و(قولها: ما عدا سورة من حدَّة كانت فيها، تسرع منها الفيئة) ما عدا

<<  <  ج: ص:  >  >>