وما خلا: من صيغ الاستثناء، وهما مع ما فعلان ينصبان ما بعدهما في المشهور والأفصح. ومع عدم ما) يخفضان ما بعدهما، لأنَّهما حرفان من حروف الخفض على الأعرف الأشهر، والسَّورة - بفتح السين -: الشِّدَّة، والثوران، ومنه: سَورَةُ الشراب، أي: قوته وحِدَّته، أي: يعتريها ما يعتري الشارب من الشراب، ويروى هذا الحرف: ما عدا سَورَة حَدٍّ - بفتح الحاء من غير تاء تأنيث -، أي: سرعة غضب. والفيئة: الرجوع، ولأجل هذه الحدَّة، وقعت بعائشة، واستطالت عليها، أي: أكثرت عليها من القول والعتب، وعائشة - رضي الله عنها - ساكتة تنتظر الإذن من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الانتصار، فلما علمت أنه لا يكره ذلك من قرائن أحواله انتصرت لنفسها فجاوبتها، وردَّت عليها قولها حتى أفحمتها، وكانت زينب لما بدأتها بالعتب واللَّوم، كانت كأنها ظالمةٌ، فجاز لعائشة أن تنتصر، لقوله تعالى:{وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيهِم مِن سَبِيلٍ}
و(قولها: وقعت فيَّ) هو مأخوذ من الوقيعة التي هي: معركة الحرب، وقيل: هو مأخوذ من الوقع، وهو ألم الرَّجل من المشي، ومنه قولهم: كل الحِذَا يحتذي الحافي الوَقِع - بكسر القاف -.
و(قولها: فلم أنشب أن أنحيت عليها) كذا الرواية الثابتة هنا بالنون والحاء المهملة، والياء باثنتين من تحتها، ومعناه: إني أصبت منها بالذمِّ ما يُؤلمها،