للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَت الثَّالِثَةُ: زَوجِي العَشَنَّقُ إِن أَنطِق أُطَلَّق، وَإِن أَسكُت أُعَلَّق، قَالَت الرَّابِعَةُ: زَوجِي كَلَيلِ تِهَامَةَ، لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ،

ــ

في عجره وبجره.

وتعني: أنها إن وصفت حال زوجها ذكرت عيوبه، وإن فعلت ذلك خافت من فراقه، وهي تكره فراقه للعِلَق التي بينهما. وعلى هذا فتكون لا التي في أن لا أذره زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَلا تَسجُدَ} ويحتمل أن يقال: لا ليست بزائدة، وإنها تخاف ألا تتركه معها ممسكًا لها في صحبتها. وقيل: إن الضمير في عجره وبجره عائدٌ إلى الخبر، تعني: أن حديثه حديث طويل، فيه عقد لو تحدَّث به، لكنها لم تتحدَّث به لخوفها، ولم تسكت عن حال زوجها بالجملة للعقد الذي جعلت على نفسها، لكنها أومأت إلى شيء من ذلك، وعلى القول الأول: صرحت بأن له أمورًا تعاب.

و(قول الثالثة: زوجي العشنَّق، إن أنطق أُطلَّق، وإن أَسكُت أُعَلَّق) العشنَّقُ: الطويل الخارج بطوله إلى الحد المستكره، ويقال أيضًا عليه: العشنّط - بالطاء - تقول: ليس عنده أكثر من طول بلا نفع، فهو منظرٌ بلا مخبر، إن ذكرت عيوبه طلقني، وإن سكت عن ذلك، تركني مُعَلَّقة، لا أيِّمًا، ولا ذات زوج، كما قال تعالى: {فَتَذَرُوهَا كَالمُعَلَّقَةِ}

و(قول الرابعة: زوجي كلَيلِ تِهامة، لا حرٌّ، ولا قرٌّ) هو مدح منها لزوجها، لأنَّها ضربت له مثلًا بليل تهامة، لأنَّه معتدل، إذ ليس فيه حرٌّ يؤذي، ولا بردٌ يُردِي. وكذلك كان زوجها. والقرُّ: البرد.

و(قولها: ولا مخافة، ولا سآمة) أي: لا أخاف منه أذى، وليس فيه سآمة، أي: قلال. والرواية المشهورة: فتح ما بعد لا وبناء ما بعدها معها، وقد رواه أبو عبيد برفع ما بعدها وتنوينه في المواضع كلها على الابتداء وإضمار الخبر، وهذا نحو قوله تعالى: {لا بَيعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} وكنحو

<<  <  ج: ص:  >  >>