للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيُؤذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبنَا.

رواه مسلم (٢٤٦١) (١١٣).

[٢٣٧٢] وعَن عَبدِ اللَّهِ: أَنَّهُ قَالَ: {وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ}

ــ

و(قوله: ويؤذن له إذا حُجِبنا) يعني: أنه كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأذن له في الوقت الذي يحجب عنه الناس، وذلك في الوقت الذي كان فيه مشتغلًا بخاصته.

و(قول عبد الله: {وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ} الحديث إلى آخره). قال القاضي أبو الفضل: هذا الحديث في الأم مختصر مبتور، إنما ذكر منه أطرافًا لا تشرح مقصد الحديث، وبيانه في سياق آخر، ذكره ابن أبي خيثمة بسنده إلى أبي وائل، وهو شقيق راوي الحديث في الأم، قال: لما أمر في المصاحف بما أمر، يعني: أمر عثمان بتحريقها ما عدا المصحف المجتمع عليه، الذي وجَّه منه النسخ إلى الآفاق، ورأى هو والصحابة ـ رضي الله عنهم ـ: أن بقاء تلك المصاحف يدخل اللبس والاختلاف، ذكر ابن مسعود الغلول، وتلا الآية، ثم قال: غلُّوا المصاحف إني غالٌّ مصحفي، فمن استطاع أن يَغلَّ مصحفه فليفعل، فإنَّ الله تعالى يقول: {وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ} ثم قال: على قراءة من تأمرني أن أقرأ؟ على قراءة زيد بن ثابت؟ لقد أخذت القرآن من في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بضعًا وسبعين سورة، وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الغلمان، وفي أخرى: صبي من الصبيان (١)، فتمام هذا الحديث يظهر كلام عبد الله.

قلت: و (قوله: غلوا مصاحفكم. . . إلى آخره)، أي: اكتموها ولا تسلموها، والتزموها إلى أن تلقوا الله تعالى بها، كما يفعل من غل شيئًا فإنه يأتي به يوم


(١) ذكره ابن أبي داود في كتاب المصاحف (ص ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>