للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: ثنى بأبي وأخر معاذا.

رواه أحمد (٢/ ١٩٠)، والبخاري (٣٨٠٨)، ومسلم (٢٤٦٤) (١١٦ و ١١٧)، والترمذيُّ (٣٨١٠).

* * *

ــ

أعلمكم بالحلال والحرام معاذ (١). وقال: إنه يسبق العلماء يوم القيامة رتوة (٢) بحجر (٣)، وقال فيه ابن مسعود: إنه كان أمة قانتًا لله، وقال: الأمة: هو الذي يعلم الناس الخير، والقانت: هو المطيع لله عز وجل، وكان عابدًا، مجتهدًا، وَرِعًا، محققًا، كان له امرأتان، فإذا كان يوم إحداهما: لم يشرب من بيت الأخرى، وماتتا بالطاعون في وقت واحد، فحفر لهما حفرة فأسهم بينهما أيتهما يُقدَّم في القبر، وكان مجاب الدعوة، ولما كان طاعون عمواس - وعمواس قرية من قرى الشام، وكأنها إنما نسب الطاعون إليها، لأنَّه أول ما نزل فيها - فقال بعض الناس: هذا عذابٌ، فبلغ ذلك معاذًا فأنكر ذلك، وخطب فقال: أيها الناس! إن هذا الوجع رحمةُ بكم ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم. اللهم آت آل معاذ من هذه الرحمة النصيب الأوفى. فما أمسى حتى طُعِن ابنه عبد الرحمن، وماتت زوجتاه، ثم طُعِن من الغد من دفن ولده، فاشتد وجعه فمات منه، وذلك في سنة سبع عشرة، وقيل: سنة ثمان عشرة، وسنُّه يومئذ ثمان وثلاثون سنة، وقيل: ثلاث وثلاثون سنة، روي عنه من الحديث: مائة حديث، وسبعة وخمسون حديثًا، أخرج له منها في الصحيحين ستة أحاديث.

وسالم المذكور في الحديث، هو سالم بن معقل، مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، يُكنى سالم: أبا عبد الله، وكان من أهل فارس من إصطخر، وكان من


(١) هو الحديث السابق.
(٢) "الرتوة": الرمية.
(٣) رواه أحمد (١/ ١٨). وانظر: أسد الغابة (٥/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>