للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَبَينَا أَهلِ مَكَّةَ فِي لَيلَةٍ قَمرَاءَ إِضحِيَانَ إِذ ضُرِبَ عَلَى أَصمِخَتِهِم فَمَا يَطُوفُ بِالبَيتِ أَحَدٌ، وَامرَأَتَانِ مِنهُم تَدعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ. قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا، فَقُلتُ: أَنكِحَا أَحَدَهُمَا الأُخرَ. قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَن قَولِهِمَا. قَالَ: فَأَتَتَا عَلَيَّ، فَقُلتُ: هَنٌ مِثلُ الخَشَبَةِ - غَيرَ أَنِّي

ــ

الخفة، ولا أحسب قولهم سخيف إلا من هذا.

و(قوله: في ليلة قمراء إضحِيان)، القمراء: المقمرة، وهي التي يكون فيها قمر، ويُسمَّى الهلال قمرًا من أول الليلة الثالثة إلى أن يصير بدرًا، ثم إذا أخذ في النقص عاد عليه اسم القمر. وإضحيان - بكسر الهمزة والضاد المعجمة: معناه كثير ضوء قمرها. قال ابن قتيبة: ويقال ليلة إضحيان وإضحيانة وضحيانة (١) - إذا كانت مضيئة.

و(قوله: ضرب على أصمختهم)؛ أي ناموا، ومنه قوله تعالى: {فَضَرَبنَا عَلَى آذَانِهِم فِي الكَهفِ سِنِينَ عَدَدًا}؛ أي: أنمناهم. الأصمخة جمع صماخ، وهو خُرق الأذن، وهو بالصاد، وقد أخطأ من قاله بالسين. وإساف ونائلة صنمان، وقد تقدَّم ذكرهما في كتاب الحج، وقد روى ابن أبي نجيح أن إسافًا ونائلة كانا رجلًا وامرأة حجَّا من الشام، فقبَّلَها وهما يطوفان فمُسخا حجرين، فلم يزالا في المسجد حتى جاء الإسلام فأخرجا منه.

و(قوله: فما تناهتا عن قولهما)؛ أي: ما رجعتا عنه.

و(قوله: هن مثل الخشبة) يعني به الذَّكَر، وقد تقدَّم أن هَنًا كناية عن النكرات، وأراد بذكره هنا سبّ إساف ونائلة، وهو تقبيح، كقوله أولًا أنكحا أحدهما الآخر.


(١) ليست في (م ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>