للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَعدِي أَنَّهُ شِعرٌ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ. قَالَ: قُلتُ: فَاكفِنِي حَتَّى أَذهَبَ فَأَنظُرَ.

وفي رواية: قال: نعم، وكن على حذر من أهل مكة، فإنهم قد شنفوا له وتجهموا. قَالَ: فَأَتَيتُ مَكَّةَ فَتَضَعَّفتُ رَجُلًا مِنهُم، فَقُلتُ: أَينَ هَذَا الَّذِي تَدعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: الصَّابِئَ! فَمَالَ عَلَيَّ أَهلُ الوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظمٍ حَتَّى خَرَرتُ مَغشِيًّا عَلَيَّ! قَالَ: فَارتَفَعتُ حِينَ ارتَفَعتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحمَرُ. قَالَ: فَأَتَيتُ زَمزَمَ فَغَسَلتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبتُ مِن مَائِهَا، وَلَقَد لَبِثتُ يَا ابنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَينَ لَيلَةٍ وَيَومٍ مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمزَمَ، فَسَمِنتُ حَتَّى تَكَسَّرَت عُكَنُ بَطنِي، وَمَا وَجَدتُ عَلَى كَبِدِي سُخفَةَ جُوعٍ.

ــ

بالراء جمع قَرءٍ على ما تقدم، وقيَّده العذري أقواء بالواو، ورواه بعضهم بالواو وكسر الهمزة، قال القاضي: لا وجه له.

و(قوله: فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر)، هكذا الرواية عند جميع الشيوخ، بعدي بالباء بواحدة والعين المهملة بمعنى غيري، يقال: ما فعل هذا أحد بعدك - أي: غيرك. كما يقال ذلك في دون، وهو كثيرٌ فيها. ومعنى الكلام أنه لما اعتبر القرآن بأنواع الشعر تبيَّن له أنه ليس من أنواعه، ثم قطع بأنه لا يصح لأحد أن يقول إنه شعر، ووقع في بعض النُّسخ يَقرِي بفتح الياء، قال القاضي: وهو جيد، وأحسن منه يُقرِي بضمها، وهو مِمَّا تقدَّم، يقال: أقرأت في الشعر، وهذا الشعر على قَرء هذا، وقرؤه: أي قافيته، وجمعها: أقراء. وفي بعض النسخ أيضًا على لسان أحد يُعزى إلى شعر؛ أي: ينسب إليه ويوصف به - وللروايات كلها وجه.

و(قوله: فما وجدت على كبدي سخفة جوع)، قال الأصمعي: السخفة

<<  <  ج: ص:  >  >>