للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لِلَّهِ! قُلتُ: فَأَينَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِن آخِرِ اللَّيلِ أُلقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ حَتَّى تَعلُوَنِي الشَّمسُ. فَقَالَ أُنَيسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكفِنِي! فَانطَلَقَ أُنَيسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ عَلَيَّ، ثُمَّ جَاءَ، فَقُلتُ: مَا صَنَعتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرسَلَهُ! قُلتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ شَاعِرٌ، سَاحِرٌ، كَاهِنٌ - وَكَانَ أُنَيسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ، قَالَ أُنَيسٌ: لَقَد سَمِعتُ قَولَ الكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَولِهِم، وَلَقَد وَضَعتُ قَولَهُ عَلَى أَقرَاءِ الشِّعرِ فَمَا يَلتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ

ــ

وقوله: أُلقيت كأني خِفَاءٌ، الرواية في ألقيت بضم الهمزة وكسر القاف مبنيًا لما لم يسم فاعله. والخفاء بكسر الخاء والمد: هو الغطاء، وكل شيء غطيته بكساء أو ثوب فذلك الغطاء خفاء، ويجمع أخفية - قاله أبو عبيد. وقال ابن دريد: الخفاء كساء يطرح على السقاء.

و(قوله: فراث علي)؛ أي: أبطأ.

و(قوله: وضعت قوله على أقراء الشعر)، قال ابن قتيبة: يريد أنواعه وطُرقه، واحدها قَرء. فيقال: هذا الشعر على قرء هذا.

و(قوله: فتضعَّفتُ رجلًا)؛ أي: رأيته ضعيفًا فعلمت أنه لا ينالني بمكروه ولا يرتاب بمقصدي.

و(قوله: كأني نصب أحمر)؛ أي: قمت كأني لجريان دمي من الجراحة التي أُصبت بها أحد الأنصاب، وهي الحجارة التي كانوا يذبحون عليها فتحمر بالدماء.

فأمَّا زمزم فقال ابن فارس: هو من قولهم زمزمت الناقة إذا جعلت لها زمامًا تحبسها به، وذلك أن جبريل ـ عليه السلام ـ لما همز الأرض بمقاديم جناحيه ففاض الماء زمتها هاجر، فسُمِّيت: زمزم.

و(قوله: ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر)، كذا الرواية الصحيحة أقراء

<<  <  ج: ص:  >  >>