للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِنَّكَ إِذَا خَرَجتَ عَن أَهلِكَ خَالَفَ إِلَيهِم أُنَيسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا عَلَينَا الَّذِي قِيلَ لَهُ، فَقُلتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِن مَعرُوفِكَ فَقَد كَدَّرتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعدُ، فَقَرَّبنَا صِرمَتَنَا فَاحتَمَلنَا عَلَيهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوبَهُ فَجَعَلَ يَبكِي، فَانطَلَقنَا حَتَّى نَزَلنَا بِحَضرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ أُنَيسٌ عَن صِرمَتِنَا وَعَن مِثلِهَا، فَأَتَيَا الكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيسًا، فَأَتَانَا أُنَيسٌ بِصِرمَتِنَا وَمِثلِهَا مَعَهَا. قَالَ: وَقَد صَلَّيتُ يَا ابنَ أَخِي قَبلَ أَن أَلقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ! قُلتُ: لِمَن؟ قَالَ:

ــ

وقوله فنثا علينا خالنا الذي قيل له؛ أي: أظهر لنا بالقول، يقال: النثى - بتقديم النون والقصر - في الشِّر والكلام القبيح، وإذا قَدَّمتَ الثاء ومدَدَت فهو الكلام الحسن الجميل.

وقوله لا جماع لك؛ أي: لا اجتماع يبقى بيننا.

والصِّرمَةُ: القطعة من الإبل نحو الثلاثين، وقد تكون الصِّرمَة في غير هذا القطعة من النخل، والصّرم القطع.

وقوله فنافر أُنَيس عن صرمتنا، وعن مثلها؛ أي: التزم أن من قضي له بالغلبة أخذ ذلك، قال أبو عبيد: المنافرة أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه ثم يحكما رجلًا بينهما، والنافر: الغالب، والمنفور: المغلوب. يقال: نفره، ينفره، وينفره، نفرًا - إذا غلب عليه.

وقوله فأتيا الكاهن فخيَّر أُنيسًا؛ أي غلبه وقضى له، وكانت منافرته في الشعر أيهما أشعر.

وقوله وقد صلَّيت قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا إلهام للقلوب الطاهرة ومقتضى العقول السَّليمة (١)، فإنَّها توفق للصواب وتلهم للرشد.


(١) في (ز): السامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>