للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٣٩٣] عَن خَرَشَةَ بنِ الحُرِّة قَالَ: كُنتُ جَالِسًا فِي حَلَقَةٍ فِي مَسجِدِ المَدِينَةِ. قَالَ: وَفِيهَا شَيخٌ حَسَنُ الهَيئَةِ، وَهُوَ عَبدُ اللَّهِ بنُ سَلَامٍ. قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُم حَدِيثًا حَسَنًا. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ قَالَ القَومُ: مَن سَرَّهُ أَن يَنظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إِلَى هَذَا! قَالَ: فَقُلتُ: وَاللَّهِ لَأَتبَعَنَّهُ فَلَأَعلَمَنَّ مَكَانَ بَيتِهِ! قَالَ: فَتَبِعتُهُ، فَانطَلَقَ حَتَّى كَادَ أَن يَخرُجَ مِن المَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنزِلَهُ. قَالَ: فَاستَأذَنتُ عَلَيهِ فَأَذِنَ لِي، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ يَا ابنَ أَخِي؟ قَالَ: فَقُلتُ لَهُ: سَمِعتُ القَومَ يَقُولُونَ لَكَ لَمَّا قُمتَ: مَن سَرَّهُ أَن يَنظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِن أَهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إِلَى هَذَا - فَأَعجَبَنِي أَن أَكُونَ مَعَكَ! قَالَ: اللَّهُ أَعلَمُ بِأَهلِ الجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قَالُوا ذَلكَ: إِنِّي بَينَمَا أَنَا نَائِمٌ إِذ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ لِي: قُم! فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانطَلَقتُ مَعَهُ. قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِجَوَادَّ عَن شِمَالِي. قَالَ: فَأَخَذتُ لِآخُذَ فِيهَا، فَقَالَ لِي: لَا تَأخُذ فِيهَا فَإِنَّهَا طُرُقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ. قَالَ: فَإِذَا جَوَادُّ مَنهَجٌ عَن يَمِينِي، فَقَالَ لِي: خُذ هَا هُنَا! قال: فَأَتَى جَبَلًا فَقَالَ لِيَ: اصعَد. قَالَ: فَجَعَلتُ إِذَا أَرَدتُ أَن أَصعَدَ خَرَرتُ عَلَى استِي! قَالَ: حَتَّى فَعَلتُ ذَلِكَ مِرَارًا. قَالَ: ثُمَّ انطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى بِي عَمُودًا رَأسُهُ فِي السَّمَاءِ وَأَسفَلُهُ فِي الأَرضِ، فِي أَعلَاهُ حَلقَةٌ، فَقَالَ لِيَ: اصعَد فَوقَ هَذَا. قَالَ: قُلتُ: كَيفَ أَصعَدُ هَذَا وَرَأسُهُ فِي السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَزَجَلَ بِي. قَالَ: فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالحَلقَةِ، فضَرَبَ العَمُودَ

ــ

و(قوله: فإذا جواد منهج)، الجواد: جمع جادة مشدد الدال، وهي الطريق، ومنهج مرفوع على الصفة، أي: جوادُّ ذوات منهج، أي استقامة ووضوح، والمنهج: الطريق الواضح، وكذلك المنهاج والنهج، وأنهج الطريق أي استبان ووضح، ونهجته أنا أوضحته، ويقال أيضًا: نهجت الطريق - إذا سلكته.

و(قوله: فزجل بي) تُروى بالجيم وبالحاء المهملة؛ فبالجيم معناه

<<  <  ج: ص:  >  >>