للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرَّ. قَالَ: وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بِالحَلقَةِ، حَتَّى أَصبَحتُ فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصتُهَا عَلَيهِ، فَقَالَ: أَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيتَ عَن يَسَارِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ. قَالَ: وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتِي رَأَيتَ عَن يَمِينِكَ فَهِيَ طُرُقُ أَصحَابِ اليَمِينِ، وَأَمَّا الجَبَلُ فَهُوَ مَنزِلُ الشُّهَدَاءِ وَلَن تَنَالَهُ، وَأَمَّا العَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الإِسلَامِ، وَأَمَّا العُروَةُ فَهِيَ عُروَةُ الإِسلَامِ، وَلَن تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بِهَا حَتَّى تَمُوتَ.

ــ

رمى، يقال: لعن الله أما زَجَلت به، والزَّجلُ: إرسال الحمام، والمِزجَل: المزراق (١) - لأنَّه يُرمى به، فأمَّا زحل فمعناه تنحَّى وتباعد. يقال: زحل عن مكانه حولًا، وتزحَّل: تنحَّى وتباعد، فهو زحل وزحيل. ورواية الجيم أولى وأوضح. والعروة: الشيء المتعلق به حبلًا كان أو غيره. ومنه عروة القميص والدلو، وقال بعضهم: أصله من عروته إذا ألممت به متعلقًا، واعتراه الهمُّ: تعلق به، وقيل: من العروة وهي شجرة تبقى على الجدب، سُميت بذلك لأنَّ الإبل تتعلق بها إلى زمان الخصب، وتجمع العروة: عُرَى. والوثقى: الوثيقة، أي: القوية التي لا انقطاع فيها ولا ضعف، وقد أضاف العروة هنا إلى صفتها فقال: عروة الوثقى، كما قالوا: مسجدُ الجامع، وصلاةُ الأولى.

وإخباره ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عبد الله أنه لا ينال الشهادة وأنه لا يزال على الإسلام حتى يموت خبران عن غيب وقعا على نحو ما أخبر، فإنَّ عبد الله مات بالمدينة ملازمًا للأحوال المستقيمة، فكان ذلك من دلائل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والنضرة (٢) - بالضاد


(١) "المزراق": الرمح القصير.
(٢) لم يرد في التلخيص، ولا في الأم كلمة (النضرة) المشروحة هنا، وإنما وردت في الحديث كلمة (خضرتها). ولعلَّ كلمة الخضرة: هي المقصودة هنا؛ لأن من معانيها: النعمة، ولعلَّ ما ورد في المفهم تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>