للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ حَسَّانُ:

هَجَوتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبتُ عَنهُ ... وَعِندَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ

هَجَوتَ مُحَمَّدًا بَرًّا تقيًا ... رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الوَفَاءُ

ــ

فإنَّ سيوفنا تَرَكَتكَ عبدًا ... وعبد الدَّارِ ساد بها (١) الإماء

عبدًا: يعني ذليلًا ذل العبيد.

هجَوتَ محمَّدًا وأَجَبتُ عنه ... وعِندَ اللهِ في ذاكَ الجزاءُ

الخطاب لأبي سفيان، وروي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أنشده هذا البيت قال له: جزاؤك عند الله الجنة (٢).

هَجَوتَ محمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا ... رَسُولَ اللهِ شِيمَتُه الوفاءُ

البرُّ: التَّقي، والحنيف: المائل عن الأديان كلها إلى دين إبراهيم. والشِّيمة: السَّجيَّة والسَّليقة والخليقة والجبلَّة - كلها: الطبيعة.

وقوله:

أَتَهجُوه ولَستَ لَهُ بِكُفءٍ ... فَشَرُّكُمَا لِخَيرِكُما الفِداءُ

هذا يتضمن الدُّعاء لإنزال المكاره بأكثر الرجلين شرًّا وإنزال الخير بأكثرهما خيرًا، وعند ذلك يتوجَّه عليه إشكال وهو أن شرًّا وخيرًا هنا للمفاضلة، والمعقول من المفاضلة اشتراك المتفاضلين فيما وقعت فيه واختصاص أحدهما بزيادة فيه، فيلزم منه أن يكون في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرٌّ وهو باطل، فتعيَّن تأويل ذلك، فقال السُّهيلي: إن شرًّا هنا بمعنى أنقص. وحكي عن سيبويه أنه قال: تقول مررت برجل شرٌّ منك، أي: أنقص عن أن تكون مثله. قال السُّهيلي: ونحو منه قوله صلى الله عليه وسلم:


(١) في (ع) و (م ٤): سادتها.
(٢) انظر: الأغاني (٤/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>