للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرضِي ... لِعِرضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقَاءُ

عدمنا خيلنا إِن لَم تَرَوهَا ... تُثِيرُ النَّقعَ مِن كَنَفَي كَدَاءِ

يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ مُصعِدَاتٍ ... عَلَى أَكتَافِهَا الأَسَلُ الظِّمَاءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ ... تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُمُرِ النِّسَاءُ

فَإِن أَعرَضتُمُو عَنَّا اعتَمَرنَا ... وَكَانَ الفَتحُ وَانكَشَفَ الغِطَاءُ

وَإِلَّا فَاصبِرُوا لِضِرَابِ يَومٍ ... يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَن يَشَاءُ

وَقَالَ اللَّهُ: قَد أَرسَلتُ عَبدًا ... يَقُولُ الحَقَّ لَيسَ بِهِ خَفَاءُ

ــ

شرُّ صفوف الرجال آخرها (١) يريد نقصان حظهم عن حظ الصف الأول، ولا يجوز أن يريد به التفضيل في الشرِّ.

قلت: وأوضح من هذا وأبعد من الاعتراض أن يقال إن الأصل في أفعل ما ذكر، غير أن المعنى الذي يقصد به المفاضلة فيه قد يكون معنى وجوديًا، كما يقال: بياض الثلج أشدُّ من بياض العاج، وقد يكون المعنى توهُّميا بحسب زعم المخاطب، كما قال تعالى: {فَسَيَعلَمُونَ مَن هُوَ شَرٌّ مَكَانًا}، وذلك أن الكفار زعموا أن المؤمنين شرٌّ منهم، فأجيبوا بأن قيل لهم: ستعلمون باطل زعمكم بأن تشاهدوا عاقبة من هو الموصوف بالشر، وعلى هذا يخرج معنى البيت، فإنَّهم كانوا يعتقدون في النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرًّا، فخاطبهم بحسب زعمهم، ودعا على الأشر من الفريقين منهما له وهو يعنيهم قطعًا، فإنَّهم هم أهل الشر، لكنهم أتاهم بدعاء نَصَف يُسكِت الظالم ويُرضي المظلوم.

وقوله:

فإنَّ أَبي ووَالِدَهُ وعِرضِي ... لِعِرضِ محمًّدٍ مِنكُم وِقَاءُ


(١) رواه مسلم (٢٥٤٦) (٢٣٠)، وأبو داود (٦٧٨)، والترمذي (٣٣٤)، والنسائي (٢/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>