للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٠٠] وعن عُروَةَ بنَ الزُّبَيرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَت: أَلَا يُعجِبُكَ أَبُو هُرَيرَةَ؟ جَاءَ فَجَلَسَ جَنبِ حُجرَتِي يُحَدِّثُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُسمِعُنِي ذَلِكَ، وَكُنتُ أُسَبِّحُ، فَقَامَ قَبلَ أَن أَقضِيَ سُبحَتِي، وَلَو أَدرَكتُهُ لَرَدَدتُ عَلَيهِ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَم يَكُن يَسرُدُ الحَدِيثَ كَسَردِكُم.

رواه أحمد (٦/ ١١٨)، ومسلم (٢٤٩٣)، وأبو داود (٣٦٥٥)، والترمذيُّ (٣٦٣٩).

[٢٤٠١] وَقَالَ ابنُ المُسَيَّبِ: إِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ

ــ

و(قول عائشة رضي الله عنها ألا يعجبك) هو بضم الياء وفتح العين وكسر الجيم مشددة، ومعناه: ألا يحملك على التعجب النظر في أمره؟ قالت هذا منكرة عليه إكثاره من الأحاديث في المجلس الواحد، ولذلك قالت في غير هذه الرواية: إنما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُحدِّثُ حديثًا لو عدَّه العادُّ لأحصاه، تعني أنه كان يحدِّث حديثًا قليلًا، ويحتمل أن تريد بذلك أنه كان يحدِّث حديثًا واضحًا مبينًا بحيث لو عُدَّت كلماته أحصيت لقلِّتها وبيانها، ويدلّ على صحة هذا التأويل قولها ما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسرد الحديث سردكم هذا.

والصَّفق بالأسواق: التجارة فيها، وقد تقدَّم أنهم كانوا يتواجبون بالأيدي فيصفق أحدهما في كف الآخر، فإذا فعلوا ذلك وجب البيع، فسمِّي البيع صفقًا بذلك، وقد تقدم هذا.

والسُّبحة: النافلة، وأُسَبِّح: أُصَلِّي - مأخوذ من التسبيح.

و(قول أبي هريرة رضي الله عنه: يقولون قد أكثر أبو هريرة والله الموعد، أي: الرجوع إلى الله بحكم الوعد الصَّادق، فيجازي كُلاًّ على قوله (١) وفعله.


(١) في (ز): صدقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>