للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخُذُوهُ مِنهَا. فَانطَلَقنَا تَعَادَى بِنَا خَيلُنَا فَإِذَا نَحنُ بِالمَرأَةِ، فَقُلنَا: أَخرِجِي الكِتَابَ! فَقَالَت: مَا مَعِي كِتَابٌ! فَقُلنَا: لَتُخرِجِنَّ الكِتَابَ أَو لَتُلقِيَنَّ الثِّيَابَ! فَأَخرَجَتهُ مِن عِقَاصِهَا، فَأَتَينَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ مِن حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِن المُشرِكِينَ مِن أَهلِ مَكَّةَ، يُخبِرُهُم بِبَعضِ أَمرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: لَا تَعجَل عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي كُنتُ امرَأً مُلصَقًا فِي قُرَيشٍ - قَالَ سُفيَانُ: كَانَ حَلِيفًا لَهُم، وَلَم يَكُن مِن أَنفُسِهَا - وَكَانَ مِمَّن مَعَكَ مِن المُهَاجِرِينَ لَهُم قَرَابَاتٌ يَحمُونَ بِهَا أَهلِيهِم، فَأَحبَبتُ إِذ فَاتَنِي ذَلِكَ مِن النَّسَبِ فِيهِم أَن أَتَّخِذَ فِيهِم يَدًا يَحمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَلَم أَفعَلهُ كُفرًا وَلَا ارتِدَادًا عَن دِينِي، وَلَا رِضًا بِالكُفرِ بَعدَ الإِسلَامِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ! فَقَالَ عُمَرُ: دَعنِي

ــ

لعبيد الله بن حميد، كاتبه فأدى كتابته يوم الفتح، شهد بدرًا والحديبية، مات سنة ثلاثين بالمدينة وهو ابن خمس وستين سنة، وصلَّى عليه عثمان، وقد شهد له بالإيمان في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُم أَولِيَاءَ} وقد شهد له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإيمان والصدق وبأنه لا يدخل النار على ما تضمَّنه الحديثان المذكوران في الأم.

وروضة خاخ: موضع معروف قريب من المدينة. والظعينة: الهودج كان فيه امرأة أو لم يكن، وتسمَّى المرأة ظعينة إذا كانت في الهودج، وتجمع الظعينة: ظُعنٌ وظُعُنٌ وظعائن وأظعان. والعِقَاص: الشعر المعقوص، أي المضفور. والملصق في القوم: هو الذي لا نسب له فيهم، وهو الحليف والنزيل والدَّخيل.

و(قوله وكان ممن معك)، كذا وقع هذا اللفظ ممن بزيادة من، وفي بعض النسخ من معك بإسقاط من وهو الصواب؛ لأنَّ من لا تزاد في الواجب عند البصريين وأكثر أهل اللسان، وقد أجاز ذلك بعض الكوفيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>