أبا عامر كان قريبًا منهما، فأشار إليه بذلك مرتين تقريبًا له، وأكد ذلك بقوله تراه، فكأنه قال: الذي تراه، ووقع في بعض النسخ ذلك بلام البعد، وفيه بعد، وقرأه بالفاء، فكأنه من قول الراوي خبرًا عن أبي موسى أنه رأى القاتل، والأول أصح.
و(قوله: فنزا منه الماء)؛ أي: خرج الماء بسرعة إثر خروج السهم، وأصل النزو: الارتفاع والوثب.
و(قوله: واستعملني عامر على الناس) فيه ما يدلّ على أن الوالي إذا عرض له أمر جاز أن يستنيب غيره.
و(قوله: فوجدته على حصير مُرمل، قد أثر رمال الحصير في ظهره) صحيح الرواية فيه مرمل بضم الميم الأولى، فسكَّن الراء، مفتوح الميم الثانية. وهو من أرملت الحصير إذا شققته ونسجته بشريط أو غيره، قال الشاعر:
إذ لا يَزال عَلَى طَرِيق لاحِبً ... وكأن صَفحَتَه حَصِيرٌ مُرمَلُ