للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٣٦] وعَن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: لَا حِلفَ فِي الإِسلَامِ، وَأَيُّمَا حِلفٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ لَم يَزِدهُ الإِسلَامُ إِلَّا شِدَّةً.

رواه أحمد (٤/ ٨٣)، ومسلم (٢٥٣٠)، وأبو داود (٢٩٢٥).

* * *

ــ

ثم إنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خصَّ أصحابه من ذلك بأن عقد بينهم حلفًا على ذلك مرتين - كما تقدَّم - تأكيدًا للقيام بالحق والمواساة، وسمَّى ذلك أخوة مبالغة في التأكيد والتزام الحرمة، ولذلك حكم فيه بالتوارث حتى تمكن الإسلام، واطمأنت القلوب، فنسخ الله تعالى ذلك بميراث ذوي الأرحام.

و(قوله: وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدَّة) يعني من نصرة الحق، والقيام به، والمواساة، وهذا كنحو حلف الفضول الذي ذكره ابن إسحاق. قال: اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ونسبه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها، أو غيرهم، إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته، فسمَّت قريش ذلك الحلف: حلف الفضول، أي: حلف الفضائل، والفضول هنا جمع فضل للكثرة، كفلس وفلوس.

وروى ابن إسحاق عن ابن شهاب قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحبُّ أن لي به حمر النعم، ولو أدعى به (١) في الإسلام لأجبت (٢).

وقال ابن إسحاق: تحامل الوليد بن عتبة على حسين بن علي في مال له لسلطان الوليد، فإنَّه كان أميرًا على المدينة. فقال له حسين: احلف بالله لتنصفني


(١) في (ع): له.
(٢) رواه البيهقي (٦/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>