عمر، ولا أن عمر غير مغفور له، للإجماع على أن عمر - رضي الله عنه - أفضل منه، ولأنَّه تابعي، والصحابي أفضل من التابعي، على ما بيناه غير مرَّة، وإنَّما مضمون ذلك: الإخبار بأن أويسًا ممن يستجاب دعاؤه. وإرشاد عمر إلى الازدياد من الخير، واغتنام دعوة من ترتجى إجابته، وهذا نحو مما أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به من الدعاء له، والصلاة عليه، وسؤال الوسيلة له، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفضل ولد آدم. ويروى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لرجل خرج ليعتمر: أشركنا في دعائك يا أُخي (١).
و(قوله: في أمداد أهل اليمن) أي: في جماعاتهم، جمع مدد، وذلك أنهم يمد بهم القوم الذين يقدمون عليهم.
و(قوله: أكون في غبراء الناس) الرواية الجيدة فيه: بفتح الغين المعجمة، وسكون الباء الموحدة، وهمزة ممدودة، ويعني به: فقراء الناس وضعفاءهم. والغبراء: الأرض، ويقال للفقراء: بنو غبراء، كأن الفقر والحاجة ألصقتهم بها، كما قال تعالى:{أَو مِسكِينًا ذَا مَترَبَةٍ} أي: ذا حاجة ألصقته بالتراب،