للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: ورحمة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة.

وفي رواية: اللَّهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّدٌ بَشَرٌ يَغضَبُ كَمَا يَغضَبُ البَشَرُ، وفيها: فَاجعَلهَا لَهُ كَفَّارَةً، وَقُربَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا، وذكره. قال أبو الزناد: جلده لغة أبي هريرة.

رواه أحمد (٢/ ٣١٦)، والبخاريُّ (٦٣٦١)، ومسلم (٢٦٠١) (٨٩ و ٩٠ و ٩١).

[٢٥١٠] وعن أَنَسُ بنُ مَالِكٍ قَالَ: كَانَت عِندَ أُمِّ سُلَيمٍ يَتِيمَةٌ - وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ - فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ اليَتِيمَةَ فَقَالَ: آنتِ هِيَه؟ لَقَد كَبِرتِ لَا كَبِرَ سِنُّكِ، فَرَجَعَت اليَتِيمَةُ إِلَى أُمِّ سُلَيمٍ تَبكِي، فَقَالَت أُمُّ سُلَيمٍ: مَا لَكِ يَا بُنَيَّةُ؟

ــ

وزكاة، وقربة تقربه بها يوم القيامة أي: عوضه من تلك الدعوة بذلك، والله تعالى أعلم.

قلت: وقد يدخل في قوله: أيما أحد من أمتي دعوت عليه: الدعوات الجارية على اللسان من غير قصد للوقوع، كقوله: تربت يمينك (١) وعقرى حلقى (٢). ومن هذا النوع قوله لليتيمة: لا كبر سنك، فإنَّ هذه لم تكن عن غضب، وهذه عادة غالبة في العرب يصلون كلامهم بهذه الدعوات، ويجعلونها دعاما لكلامهم من غير قصد منهم لمعانيها، وقد قدمنا في كتاب الطهارة في هذا كلاما للبديع، وهو من القول البديع. وبما ذكرناه يرتفع الإشكال ويحصل الانفصال.

ووجه لغة أبي هريرة في: جلده (٣): أنه قلب التاء دالا لقرب


(١) رواه أحمد (٣/ ٨٠)، والبزار (١٤٠٣)، والحاكم (٢/ ١٦١)، وأبو يعلى (١٠١٢).
(٢) رواه البخاري (١٥٦١)، ومسلم (١٢١١) (٣٨٧).
(٣) هي رواية في صحيح مسلم بإثر حديث (٢٦٠١) (٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>