للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٥٤٥] وعنه؛ قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِن الجهَارِ أَن يَعمَلَ العَبدُ عَمَلًا بِاللَّيلِ، ثُمَّ

ــ

والبحث عما مضى من الأقوال والأفعال، واستحضار ما مضى من ذلك وتذكره من أول زمان تكليفه؛ لإمكان أن يكون صدر من المكلف شيء لم يتثبته، يستحق به هذا الوعيد الشديد، فإذا تذكر واستعان بالله، فإن ذكر شيئا من ذلك تاب منه، واستغفر، وإن لم يتذكر وجب عليه أن يتوب جملة بجملة عما علم وعما لم يعلم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أستغفرك عما تعلم ولا أعلم (١). فمن فعل ذلك وصدقت نيته قُبلت بفضل الله تعالى توبته.

و(قوله: من سخط الله (٢)) أي: مما يسخط الله، وذلك بأن يكون كذبة، أو غيبة، أو نميمة، أو بهتانا، أو بخسا، أو باطلا يضحك به الناس، كما قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويل للذي يتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك الناس، ويل له، ويل له (٣).

و(قوله: كل أمتي معافى إلا المجاهرين) كذا رواية أكثر الرواة بتقديم الجيم على الهاء منصوبا على الاستثناء، وهو جمع مجاهر، اسم فاعل من جاهره بالقول وبالعداوة: إذا ناداه وفاجأه بذلك. ووقع في نسخة شيخنا أبي الصبر: إلا المجاهرون بالواو، رفعا، وهو جائز، على أن تحمل (إلا) على (غير) كما قد أنشده النحويون:

وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

أي: غير الفرقدين، وهو قليل، والوجه الأول الكثير الفصيح.

و(قوله: وإن من الجهار) هذه رواية زهير، وهي رواية حسنة، لأنَّه


(١) رواه أحمد (٤/ ١٢٣ و ١٢٥)، والترمذي (٣٤٠٧)، والنسائي (٣/ ٥٤).
(٢) هذه العبارة ليست عند مسلم. انظر: تخريج الحديث قبل السابق.
(٣) رواه أحمد (٥/ ٥ و ٧)، وأبو داود (٤٩٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>