رواه أحمد (٣/ ١٩٢)، والبخاريُّ (٣٦٨٨)، ومسلم (٢٦٣٩)(١٦٣ و ١٦٤)، وأبو داود (٥١٢٧)، والترمذيُّ (٢٣٨٥).
ــ
بسببه، هذا ظاهره، ويحتمل أن يكون أراد أن الذي فعله من تلك الأمور - وإن كان كثيرا- فإنَّه محتقر بالنسبة إلى ما عنده من محبة الله تعالى ورسوله، فكأنه ظهر له أن محبة الله ورسوله أفضل الأعمال وأعظم القرب، فجعلها عمدته، واتخذها عدته، والله تعالى أعلم.
و(قوله: فأنت مع من أحببت) قد تكلمنا عليه في غير موضع.
و(قوله: ما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم) هكذا وقع هذا اللفظ في الأصول، وفيه حذف وتوسع، تقديره: فما فرحنا فرحا أشد من فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القول، وسكت عن ذلك المحذوف للعلم به. وإنَّما كان فرحهم بذلك أشد، لأنَّهم لم يسمعوا أن في أعمال البر ما يحصل به ذلك المعنى من القُرب من النبي صلى الله عليه وسلم، والكون معه؛ إلا حب الله ورسوله، فأعظم بأمر يلحق المقصر بالمشمر، والمتأخر بالمتقدِّم. ولما فهم أنس أن هذا اللفظ محمول على عمومه علق به رجاءه، وحقق فيه ظنه، فقال: أنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم. والوجه الذي تمسك به أنس يشمل من المسلمين المحبين كل ذي نفس، فلذلك تعلقت أطماعنا بذلك؛ وإن كنا مقصرين، ورجونا رحمة الرحمن، وإن كنا غير مستأهلين.