للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٥٦٨] وعَن عَبدِ اللَّهِ - هو ابن مسعود - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيفَ تَرَى رَجُلا أَحَبَّ قَومًا وَلَمَّا يَلحَق بِهِم؛ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: المَرءُ مَعَ مَن أَحَبَّ.

رواه أحمد (١/ ٣٩٢)، والبخاريُّ (٦١٦٨)، ومسلم (٢٦٤٠).

[٢٥٦٩] وعَن أَبِي ذَرٍّ، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيتَ الرَّجُلَ يَعمَلُ العَمَلَ مِن الخَيرِ وَيَحمَدُهُ النَّاسُ عَلَيهِ؟ قَال: تِلكَ عَاجِلُ بُشرَى المُؤمِنِ.

وفي رواية: ويحبه الناس عليه، (بدل): يحمده.

رواه أحمد (٥/ ١٥٧)، ومسلم (٢٦٤٢)، وابن ماجه (٤٢٢٥).

* * *

ــ

و(قوله: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه) يعني الرجل الذي يعمل العمل الصالح خالصا، ولا يريد إظهاره للناس، لأنَّه لو عمله ليحمده الناس أو يبروه، لكان مرائيا، ويكون ذلك العمل باطلا فاسدا، وإنما الله تعالى بلطفه ورحمته وكرمه، يعامل المخلصين في الأعمال الصادقين في الأقوال والأحوال بأنواع من اللطف، فيقذف في القلوب محبتهم، ويطلق الألسنة بالثناء عليهم، لينوه بذكرهم في الملأ الأعلى؛ ليستغفروا لهم، وينشر طيب ذكرهم في الدنيا ليقتدى بهم، فيعظم أجرهم، وترتفع منازلهم، وليجعل ذلك علامة على استقامة أحوالهم، وبشرى بحسن مآلهم، وكثير ثوابهم، ولذلك قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. والله تعالى أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>