للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ حُذَيفَةُ بنُ أَسِيدٍ الغِفَارِيُّ، فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِن قَولِ ابنِ مَسعُودٍ فَقَالَ: وَكَيفَ يَشقَى الرَجُل بِغَيرِ عَمَلٍ؛ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَتَعجَبُ مِن ذَلِكَ؛ فَإِنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا مَرَّ بِالنُّطفَةِ ثِنتَانِ وَأَربَعُونَ لَيلَةً بَعَثَ اللَّهُ إِلَيهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلدَهَا وَلَحمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَم أُنثَى؛ فَيَقضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكتُبُ المَلَكُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؛ فَيَقضي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزقُهُ؛ فَيَقضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكتُبُ المَلَكُ، ثُمَّ يَخرُجُ المَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ، فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ به، وَلَا يَنقُصُ.

ــ

حال النطفة، فتقول: يا رب ما الرزق؛ ما الأجل؟ فيقضي ربك ما شاء، أي: يظهر من قضائه وحكمه للملائكة ما سبق به علمه، وتعلقت به إرادته.

و(قوله: ويكتب الملك) يعني من اللوح المحفوظ، كما تقدَّم في حديث يحيى بن أبي زائدة، ولذلك عطف هذه الجملة على ما تقدم بالواو، لأنَّها لا تقتضي رتبة، ثم يخرج الملك بالصحيفة، أي: يخرج من حال الغيبة عن هذا العالم إلى حال مشاهدته، فيطلع الله تعالى بسبب تلك الصحيفة من شاء من الملائكة الموكلين بأحواله على ذلك ليقوم كل بما عليه من وظيفته حسب ما سطر في صحيفته.

و(قوله: إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون، أو ثلاثة وأربعون، أو خمسة وأربعون) هذا كله شك من الرواة، وحاصله: أن بعث الملك المذكور في هذا الحديث، إنما هو في الأربعين الرابعة التي هي مدة التصوير، كما دل على ذلك ما قدمناه قبل هذا (١). وسمى المضغة نطفة بمبدئها، ألا ترى قوله: بعث الله إليها


(١) في (ز): ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>