رواه أحمد (٤/ ٤٣١)، والبخاري (٦٥٩٦)، ومسلم (٢٦٤٩)(٩)، وأبو داود (٤٧٠٩).
* * *
ــ
الرواية. (فيم) الأول بغير ألف، لأنَّها استفهامية. والثانية: بألف، لأنها خبرية. وقد وقع في بعض النسخ بالعكس، والأول الصواب. ومقتضى هذا السؤال أن ما يصدر عنا من الأعمال، وما يترتب عليها من الثواب والعقاب، هل سبق علم الله تعالى بوقوعه، فنفذت به مشيئته؛ أو ليس كذلك، وإنما أفعالنا صادرة عنا بقدرتنا ومشيئتنا، والثواب والعقاب مرتب عليها بحسبها؛ وهذا القسم الثاني هو مذهب القدرية، وقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا القسم بقوله: لا، بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير. أي: ليس الأمر مستأنفا، بل قد سبق به علم الله، ونفذت به مشيئته، وجفت به أقلام الكتبة في اللوح المحفوظ وفي صحف الملائكة المكتوبة في البطن، بل قد نُص على هذا في حديث عمران بن حصين المذكور بعد هذا. وأنص من هذا كله ما خرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل (١) على آخرهم، فلا يُزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبدا. ثم قال للذي في يده اليسرى: هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم، فلا يُزاد