للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إنه عَلَم غير مشتق، وهو الخليل وغيره؛ لأنَّه يدلّ على الوجود الحق الموصوف بصفات الجلال والكمال، دلالة مطلقة غير مقيدة بقيد، ولأنه أشهر أسمائه حتى تعرف كل أسمائه به، فيقال: الرحمن: اسم الله، ولا يقال: الله اسم الرحمن، ولأن العرب عاملته معاملة الأسماء الأعلام في النداء، فجمعوا بينه وبين ياء النداء، ولو كان مشتقا لكانت لامه زائدة، وحينئذ لا يجمع بينه وبينها في النداء، كما لا تقول العرب: يا لحارث ولا يا لعباس. ولاستيفاء المباحث علم الاشتقاق.

ومنها: ما يدلّ على صفات الباري تعالى الثابتة له، كالعالم والقادر، والسميع والبصير.

ومنها: ما يدلّ على إضافة أمر ما إليه، كالخالق، والرازق.

ومنها: ما يدلّ على سلب شيء عنه، كالقدوس، والسلام. وهذه الأقسام الأربعة لازمة منحصرة، دائرة بين النفي والإثبات، فاختبرها تجدها كذلك.

و(قوله: مائة إلا واحدا) تأكيد للجملة الأولى، ليرفع به وهم متوهم في النطق أو الكتابة؛ لأنَّ تسعة مقاربة لسبعة فيهما. ومائة منصوبة بدل من تسعة.

و(قوله: من أحصاها دخل الجنة) هذه الجملة خبر ثان للمائة المذكورة في الجملة الأولى، غير أن هذه الجملة هي الفائدة المقصودة لعينها، والجملة الأولى مقصودة لها، لا أن مقصودها حصر الأسماء فيما ذكر، وهذا كقول القائل: لزيد مائة دينار، أعدها للصدقة، لا يفهم من هذا: أنه ليس له مال غير المائة دينار، وإنما يفهم أن هذه المائة هي التي أعدها للصدقة لا غيرها. وقد دل على أن لله أسماء أخر ما قدمناه من قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسالك بكل اسم سميت به نفسك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك (١) وقوله: فأحمده بمحامد لا أقدر عليها، إلا أن


(١) رواه أحمد (١/ ٣٩١) عن عبد الله بن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>