للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يلهمنيها الله (١). وقد بحث الناس عن هذه الأسماء في الكتاب والسنة، فجمعوها في كتبهم، كالخطابي، والقشيري، وغيرهما، فمن أرادها وجدها. وقد روى الترمذي حديث أبي هريرة هذا، وزاد فيه ذكر الأسماء وتعديدها إلى تسعة وتسعين، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث (٢).

والإحصاء في الكلام على ثلاث مراتب؛ أولها: العدد، ومنه قوله تعالى: {وَأَحصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَدًا} والثانية: بمعنى الفهم، ومنه يقال: رجل ذو حصاة؛ أي: ذو لب وفهم، ومنه سمي العقل: حصاة، قال كعب بن سعد الغنوي:

وأن لسان المرء ما لم يكن له ... حصاة على عوراته لدليل

والثالثة (٣): بمعنى الإطاقة على العمل والقوة، ومنه قوله تعالى: {عَلِمَ أَن لَن تُحصُوهُ} أي: لن تطيقوا العمل بذلك، والمرجو من كرم الله تعالى، أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحَّة النية، أن يدخله الله الجنة، لكن المرتبة الأولى: هي مرتبة أصحاب اليمين، والثانية: للسابقين، والثالثة: للصديقين، ونعني بإطاقتها حسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها، والاتصاف بقدر الممكن منها، كما أشار إليه الطوسي في المقصد الأسنى.

و(قوله: والله وتر يحب الوتر) قد تقدَّم أن الوتر: الفرد، والشفع: الزوج، وأن معنى وحدانية الله تعالى: أنَّه واحد في ذاته فلا انقسام له، وواحد في إلهيته، فلا نظير له، وواحد في مُلكه ومِلكه فلا شريك له


(١) رواه البخاري (٤٧١٢)، ومسلم (١٩٤).
(٢) رواه الترمذي (٣٥٠٧).
(٣) في جميع النسخ: "الثالث" والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>