للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٦٢٢] وعن سعد بن أبي وقاص، قال: جَاءَ أَعرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلِّمنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قَالَ: قُل: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكبَرُ كَبِيرًا وَالحَمدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ، قَالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي؟ قَالَ: قُل: اللَّهُمَّ اغفِر لِي وَارحَمنِي وَاهدِنِي وَارزُقنِي. وزاد من حديث أبي مالك الأشجعي: وعافني. ويجمع أصابعه إلى الإبهام،

ــ

أن تلك الأذكار أحب إليه من أن تكون له الدنيا فينفقها في سبيل الله، وفي أوجه البر والخير، وإلا فالدنيا من حيث هي دنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وكذلك هي عند أنبيائه وأهل معرفته، فكيف تكون أحب إليه من ذكر أسماء الله وصفاته، التي يحصل بها ذلك الثواب العظيم، والحظ الجزيل؟

و(قوله: الله أكبر كبيرا) نصب (كبيرا) على أنه مفعول بفعل مضمر، تقديره: أكبر كبيرا، هذا قول بعض النحويين.

و(قوله: والحمد لله كثيرا) نصب (كثيرا) على: أنه نعت لمصدر محذوف. كأنه قال: والحمد لله حمدا كثيرا.

و(قوله: فهؤلاء لربي) أي: هؤلاء الكلمات هي حق الله تعالى؛ إذ هي أوصافه. فما لي؟ أي: فما الذي أذكره لحقي وحظي؟ فدله صلى الله عليه وسلم على دعاء يشمل له مصالح الدنيا والآخرة، فقال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني أي: اغفر لي ذنوبي السالفة، وارحمني بنعمك المتوالية، واهدني إلى السبيل الموصل إليك، وارزقني ما أستعين به على ذلك، ويغنيني عن غيرك، وعافني عما ينقض لي شيئًا أو ينقصه.

و(قوله: ويجمع بين أصابعه) أي: عند الكلمات المدعو بها عليك، تمكينا لها في النفس، وضبطا لها في الحفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>