للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٦٣٨] وعنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا

ــ

شك في أن لفظ النبوة من النبأ، وهو الخبر، فالنبي في العرف: هو المنبأ من جهة الله تعالى لأمر يقتضي تكليفا، فإن أمر بتبليغه إلى غيره فهو رسول، وإلا فهو نبي غير رسول. وعلى هذا فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا؛ لأنَّ الرسول والنبي قد اشتركا في أمر عام وهو النبأ، وافترقا في أمر خاص (١) وهو الرسالة، فإذا قلت: محمد رسول الله، تضمن ذلك أنه نبي رسول، فلما اجتمعا في النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يجمع بينهما في اللفظ حتى يفهم من كل واحد منهما من حيث النطق ما وضع له، وأيضًا فليخرج عما يشبه تكرار اللفظ من غير فائدة؛ لأنَّه إذا قال: ورسولك، فقد فهم منه أنه أرسله، فإذا قال: الذي أرسلت، صار كالحشو الذي لا فائدة له، بخلاف: نبيك الذي أرسلت، فإنَّهما لا تكرار فيهما، لا محققا ولا متوهما. والله تعالى أعلم.

و(قوله: اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت) أي: بك يكون ذلك، فالاسم هنا: هو المسمى، كقوله تعالى: {سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى} أي: سبح ربك. هذا قول الشارحين.

قلت: وقد استفدت فيه من بعض مشايخنا معنى آخر وهو: أنه يحتمل أنه يعني باسمك المحيي المميت من أسمائه تعالى، ومعنى ذلك: أن الله تعالى إنما سمى نفسه بأسمائه الحسنى؛ لأنَّ معانيها ثابتة في حقه وواجبة له، فكل ما ظهر في الوجود من الآثار إنما هي صادرة عن تلك المقتضيات، فكل إحياء في الدنيا والآخرة: إنما هو صادر عن قدرته على الإحياء، وكذلك القول في الإماتة، وفي الرحمة والملك، وغير ذلك من المعاني التي تدل عليها أسماؤه، فكأنه قال:


(١) زيادة من (ز).

<<  <  ج: ص:  >  >>