للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِي جَنَّةِ عَدنٍ.

رواه أحمد (٤١١)، والبخاري (٤٨٧٨) و (٧٤٤٤)، ومسلم (١٨٠)، والترمذي (٢٥٣٠)، وابن ماجه (١٨٦).

[١٤٤] وَعَن صُهَيبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا دَخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: تُرِيدُونَ شَيئًا أَزِيدُكُم؟ فَيَقُولُونَ: أَلَم تُبَيِّض وُجُوهَنَا؟ أَلَم تُدخِلنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكشِفُ الحِجَابَ، فَمَا أُعطُوا شَيئًا أَحَبَّ إِلَيهِم مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِم.

ــ

ووجه الله تعالى هل هو عبارة عن وجوده المقدّس، أو عن صفة شريفة عظيمة معقولة؟ في ذلك، لأئمتنا قولان، وكذلك القول في اليد والعين والجنب المضافة إلى الله تعالى.

و(قوله: في جنة عدن) متعلق بمحذوف في موضع الحال من القوم، فكأنه قال: كائنين في جنة عدن، ولا يكون من الله تعالى؛ لاستحالة المكان والزمان عليه.

و(قول من يسأله الله من أهل الجنة بقوله: هل تريدون شيئًا أزيدكم؟ ألم تبيضَّ وجوهُنا وتدخلنا الجنّة وتنجِنا من النار؟ ) لا يليق بمن مات على كمال المعرفة والمحبة والشوق، وإنما يليق ذلك بمن مات بين الخوف والرجاء، فلما حصل على الأمن من المخوف والظفر بالمرجو الذي كان تَشَوُّقه إليه، قنِع به، ولها عن غيره. وأما من مات محبًّا لله مشتاقًا لرؤيته، فلا يكون همّه، إلا طلب النظر لوجهه الكريم لا غير. ويدلّ على صحة ما قلته أن المرء يحشر على ما يموت عليه كما علم من الشريعة، بل أقول: إن من مات مشتاقًا لرؤية الله تعالى لا ينبّه بالسؤال، بل يعطيه أمنيته ذو الفضل والإفضال، ومذهب أهل السنة بأجمعهم: أن الله تعالى ينظر إليه المؤمنون في الآخرة بأبصارهم، كما نطق بذلك الكتاب، وأجمع

<<  <  ج: ص:  >  >>