للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ: ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسنَى وَزِيَادَةٌ.

رواه أحمد (٤/ ٣٣٢ و ٣٣٣)، ومسلم (١٨١)، والترمذي (٢٥٥٥)، وابن ماجه (١٨٧).

[١٤٥] وَعَن أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ نَاسًا قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَل نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَل تُضَارُّونَ فِي رؤية القَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ؟ قَالُوا: لا، يَا رسولَ الله! قَالَ: هَل تُضَارُّونَ فِي الشَّمسِ لَيسَ

ــ

عليه سلف الأمة (١)، ورواه بضعة عشر من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومنع ذلك فِرَقٌ من المبتدعة منهم المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة؛ بناءً منهم على أن الرؤية يلزمها شروط اعتقدوها عقلية، كاشتراط البنية المخصوصة والمقابلة، واتصال الأشعة، وزوال الموانع من القرب المفرط والبعد المفرط والحجب الحائلة في خبط لهم وتحكم. وأهل الحق لا يشترطون شيئًا من ذلك عقلاً سوى وجود المرئيّ، وأنّ الرؤية إدراك يخلقه الله تعالى للرائي، فيرى المرئي لكن يقترن بالرؤية بحكم جريان العادة أحوال يجوز في العقل شرعا تبدلها، والله أعلم، وتفصيل ذلك وتحقيقه في علم الكلام.

و(قوله: هل تضارّون) يُروى بضم التاء وفتحها وتشديد الراء وبتخفيفها، وضم التاء والتشديد أكثر، وكلها له معنى صحيح، ووجه الأكثر أنه مضارع مبني لما لم يسمَّ فاعله. أصله تضاررون، أسكنت الراء الأولى وأدغِمت في الثانية. وأصل ماضيه ضورر، ويجوز أن يكون مبنيًّا للفاعل بمعنى: تُضارِرون، بكسر الراء، إلاّ أنّها سكنت الراء وأدغمت. وكلّه من الضرّ المشدّد. وأمّا التخفيف، فهو من ضاره، يضيره، ويضوره ضيرًا مخفّفةً، فإذا بُني لما لم يُسمَّ فاعله، قلت فيه:


(١) في (ع): الأصحاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>