للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعطِفُ الوَحشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسعًا وَتِسعِينَ رَحمَةً، يَرحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ.

رواه أحمد (٢/ ٤٣٤)، ومسلم (٢٧٥٢) (١٩)، وابن ماجه (٤٢٩٣).

[٢٦٧٧] وعَن سَلمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ يَومَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ، مِائَةَ رَحمَةٍ، كُلُّ رَحمَةٍ طِبَاقَ مَا بَينَ السَّمَاءِ

ــ

وحصلت مرافقهم، كما نبه عليها في بقية الحديث، فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي في علمه، وهو التسعة والتسعون، فكملت الرحمة كلها للمؤمنين، وهو المشار إليه بقوله: {فَلا تَعلَمُ نَفسٌ مَا أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ} وهو الذي صرح به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لهم: إن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، بله ما أطلعكم عليه (١). وعند هذا يفهم معنى قوله تعالى: {وَكَانَ بِالمُؤمِنِينَ رَحِيمًا} فإنَّ {رَحِيمًا} من أبنية المبالغة التي لا شيء أبلغ منها، ويفهم من هذا أن الكافرين لا يبقى لهم في النار رحمة، ولا تنالهم نعمة، لا من جنس رحمات الدنيا، ولا من غيرها، إذ كمل كل ما علم الله من الرحمات للمؤمنين، ختم الله لنا بما ختم للمؤمنين، ووقانا أحوال الكافرين.

وما قلناه في هذا الحديث أولى من قول من قال: إن معنى قوله: إن لله مائة رحمة الإغياء والتكثير؛ لأنَّه لم تجر عادتهم بذلك في مائة، وإنما جرت بالسبعين، ولو جرت بذلك لكان ذلك مجازا، وما ذكرناه حقيقة، فكان أولى، والله أعلم.

و(قوله: إن الله خلق - يوم خلق السماوات والأرض - مائة رحمة معنى


(١) رواه مسلم (٢٨٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>